الميمون الذي كان يدعو إليه فيكتب إليه المنصور يعاتبه ويذكره ما كان من إحسان القداح وقيامه بأمرهما وما أخذ عليهما من العهد لابنه فلم يلتفت إلى قوله وكتب إليه إنما هذه الدنيا شأن من ظفر بها افترسها، ولي بأبي سعيد الجنابي أسوة لأنه خلع ميمونا وابنه ودعا إلى نفسه وأنا ادعو إلى نفسي فإما نزلت على حكمي ودخلت في طاعتي وإلا خرجت إليك. وقد كان سعيد الجنابي دخل مكة في ذي الحجة سنة سبع عشرة وثلاثمائة وقتل فيها ثلاثة عشر ألفا وقطع الركن يوم النحر وهو القائل لعنه الله:
فلو كان هذا البيت لله ربنا ... لصب علينا النار من فوقنا صبا
لأنا حججنا حجة جاهلية ... مجللة لم تبق شرقا ولا غربا
وأنا تركنا بين زمزم والصفا ... كتائب لا تنبغي سوى ربها ربا
ولكن رب العرش جل جلاله ... لم يتخذ بيتا ولم يتخذ حجبا
في شعر طويل. وقد كان الخليفة ببغداد كتب إليه يذكر له