المولى ونعم النصير، والحمد لله وصلى الله على خير بريته وآله وعترته ".
قال محمد بن مالك الحمادي رحمه الله تعالى: يرجع الحديث إلى قصة صاحب مسور وعلي بن فضيل لعنهما الله تعالى. وذلك أن صاحب مسور لما علم أن على بن فضل غير تاركه لما ذكر في كتابه عمد إلى جبل مسور فحصنه وأعد فيه جميع ما يحتاج إليه للحصار وقال لأصحابه إني لأخاف هذا الطاغية ولقد تبين لي في وجهه الشر حيث واجهته في شبام. فلم يلبث علي بن فضل أن خرج لحرب المنصور واختار لحربة عشرة آلاف مقاتل من يافع ومذ حج وزبيد وعنس وقبائل العرب فدخل قرية شبام وخرج المنصور بلقائه ألف مقاتل إلى موضع يقال له المصانع من بلد حمير فضبطوا ذلك الجبل فزحف اليهم فاقتتلوا من أول النهار إلى الليل فخرج علي بن فضل على طريق العصد ودخل لاعة مصعدا إلى جبل الجميمة مقاتلا للمنصور فضرب فيها مضاربه ورجع إلى أصحاب حضور المصانع فلزموا بيت ريبته وضبطوا الجبل فأقسم ألا يبرح حتى يستنزل المنصور فحاصرة ثمانية اشهر وقيل إن المنصور حمل من سوق طمام خمسمائة حمل ملح قبل وصول علي بن فضل وعق له في الجبل عقا واسعا في موضع كثير التراب وأوقدوا فوقه الحطب أياما حتى استملح الجبل فصار ملحا كله ثم نقله إلى الخزائن. ثم إن علي بن فضل مل المقام فلما علم منه المنصور ذلك دس