وأن ذلك البغدادي وهب نفسه لله وللإسلام وقال الأمير تعاهدني وأعاهدك أني إذا قتلت القرمطي كنت معك شريكا فيما يصل إليك، فعاهده على ذلك وكان طبيبا حاذقا فخرج فكان مع كبار أهل دولة القرمطي يفتح لهم العروق ويسقيهم الدواء ويعطيهم المعجونات حتى وصفوه للقرمطي بالحذق بالطب وفتح العروق وقالوا إن مثلك لا يستغني أن يكون في حضرة مثله. ثم إنه احتاج إلى إخراج الدم فأمره أن يفصده فعمد إلى السم فجعله على شعر رأسه فدخل على القرمطي فسلم عليه فأمره أن ينزع ثيابه ويلبس غيرها ثم أخرج المبضع ثم مصه وعلي بن فضل ينظر إليه ثم مسحه برأسه فتعلق به من السم حاجته ثم فصده وخرج من ساعته فركب دابته وخرج هاربا. فلما أحس عدو الله بالموت أمر بقتل الطبيب فلم يوجد فلحقوا به دون نقيل صيد بإزاء قينان فقتلوه هناك، رحمه الله تعالى.
ومات القرمطي لا رحمه الله. وولي الأمر من بعده ولده الفأفاء، وشاع موته في الناس ووصل إلى الحوالي جماعة من رؤساء الناس بنو المحابي والأتبوع وغيرهم