المعمدان:" ماذا خرجتم لتنظروا. أنبياً؟ نعم أقول لكم وأفضل من نبي، فإن هذا هو الذي كتب عنه: ها أنا أرسل أمام وجهك ملاكي الذي يهيئ طريقك قدامك. الحق أقول لكم: لم يقم بين المولودين من النساء أعظم من يوحنا المعمدان، ولكن الأصغر في ملكوت السماوات أعظم منه ... لأن جميع الأنبياء والناموس إلى يوحنا تنبئوا. وإن أردتم أن تقبلوا فهذا هو إيليا المزمع أن يأتي، من له أذنان للسمع فليسمع "(متى ١١/ ٩ - ١٥).
ويذكر متى أيضاً بأن المسيح قال:" إن إيليا يأتي أولاً ويرد كل شيء، ولكني أقول لكم: إن إيليا قد جاء ولم يعرفوه ... حينئذ فهم التلاميذ أنه قال لهم عن يوحنا المعمدان "(متى ١٧/ ١٠ - ١٣).
وهكذا يرى النصارى أن المبشِر الممهد للطريق هو يوحنا (إيليا)، والمبشَر به هو المسيح. والصحيح أن إيليا رمز للنبي القادم، وليس للنبي الممهد لطريقه.
وقبل أن نلج لفهم حقيقة هذه النبوءة نرى لزاماً أن ننبه ببعض ما تعرضت له هذه النصوص من تحريف، ففي ملاخي " ملاك العهد "، وهو في الترجمات القديمة:"رسول الختان"، وفي الترجمة الحديثة يقول:"أرسل ملاكي"، وفي القديمة:" أرسل رسولي "، وفي بعض الطبعات:" يأتي السيد " وفي بعضها: " الولي "، وفي أخرى:" إيليا ".
وفي نصوص الأناجيل تحريف للاقتباس من ملاخي الذي استعمل ضمير المتكلم " الطريق أمامي"، وفي الأناجيل أصبح الضمير راجعاً على المسيح " يهيئ طريقك قدامك ".
كما نرى يد التحريف قد طالت كلام المسيح والمعمدان حين زعم الإنجيليون أن المسيح اعتبر المعمدان هو الممهد لدعوته "هذا هو الذي كتب عنه: ها أنا أرسل أمام وجهك ملاكي الذي يهيئ طريقك قدامك "(لوقا ٧/ ٢٦)، وأنه سماه إيليا المنتظر