للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إله الجنود اسمع صلاتي وأصغ يا إله يعقوب، سلاه، يا مجننا انظر يا الله والتفت إلى وجه مسيحك، لأن يوماً واحداً في ديارك خير من ألف، اخترت الوقوف على العتبة في بيت إلهي على السكن في خيام الأشرار " (المزمور ٨٤/ ٤ - ١٠).

وقد سماها النص العبري بكة، فقال: [???????? ????????]، وتقرأ: (بعيمق هبكا)، أي وادي بكة.

والنص كما جاء في ترجمة الكاثوليك كالتالي: "يجتازون في وادي البكاء، فيجعلونه ينابيع ماء، لأن المشترع يغمرهم ببركاته، فينطلقون من قوة إلى قوة، إلى أن يتجلى لهم إله الآلهة في صهيون" (٨٣/ ٧ - ٨).

وهذا الاسم العظيم (بكة) هو اسم بلد محمد - صلى الله عليه وسلم -، الاسم الذي سمّى القرآن الكريم به مكة البلد الحرام {إن أول بيتٍ وضع للناس للذي ببكة مباركاً وهدىً للعالمين} (آل عمران: ٩٦)، وبركة هذا البيت بما جعل الله لقاطنيه وقاصديه من مضاعفة الحسنات عنده، فصلاة فيه - كما أخبر نبينا - صلى الله عليه وسلم - تعدل أكثر من ألف صلاة فيما سواه (١)، فصدق فيه قول المزمور: "لأن يوماً واحداً في ديارك خير من ألف".

لكن علماء الكتاب المقدس لن يسلموا لنا بأن المقصود من وادي البكاء وادي مكة (بكة)، فقد أحالوا وادي البكاء من اسم جغرافي إلى فكرة تجريدية، لن تستطيع أن تعرف لها مكاناً على الخارطة، فقالوا: "أما وادي البكاء المذكور في المزمور ٨٤: ٦ فربما يكون بقعة جغرافية. ولكن يرجح أنه مجرد فكرة تحمل معنى عميقاً، فإن أولئك الذين لهم اختبار طيب مع الرب، بنعمته تتحول المآسي في حياتهم إلى أفراح". (٢)


(١) وذلك في قوله - صلى الله عليه وسلم -: ((صلاة في مسجدي هذا [أي مسجد المدينة المنورة] خير من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام)). رواه البخاري ح (١١٩٠)، ومسلم ح (١٣٩٥).
(٢) انظر: دائرة المعارف الكتابية (٢/ ١٨٧)، وقاموس الكتاب المقدس، ص (٥٠٧).

<<  <   >  >>