للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لكن ترجمات عربية وعالمية تخلصت من اسم (بكا ووادي البكاء)، واستبدلتها بكلمة (وادي البلسان) كما في الرهبانية اليسوعية وغيرها، وقد اعتمدوا في ذلك على مخطوطات قديمة.

يقول الآباء اليسوعيون في نسخة الرهبانية اليسوعية تعليقاً على استخدامهم لفظة "وادي البلسان": "في الترجمات القديمة وفي بعض المخطوطات "وادي البكاء"، ولفظ الكلمتين واحد". (١)

ورغم ما يكتنف تغيير اسم (بكا) إلى (البكاء والبلسان) من تحريف متعمد؛ فإن ثمة دلالة واضحة في كلا الكلمتين (البكاء والبلسان) التي درجت النسخ والتراجم على استعمالهما، فكلاهما يدل على مكة المكرمة دون غيرها.

فإن بكّا سميت كذلك نسبة إلى شجر البلسان الذي يخرج منه مادة صمغية تشبه دموع البكاء، وهو شجر ينبت - حسب اعتراف علماء الكتاب المقدس - في مكة المكرمة، يقول كُتاب قاموس الكتاب المقدس عن أشجار البكا: "ربما يقصد به شجر البلسم أو ما يشبهه. ففي بلاد العرب، قرب مكة شجر بهذا الاسم، يشبه شجر البلسم أو البلسان، وله عصارة بيضاء لاسعة، وقد سمى شجر البُكا، نسبة لن تلك الأشجار تنضج بالصموغ، أو نسبة لقطرات الندى التي تقع عليه". (٢)

وتزيدنا دائرة المعارف الكتابية يقيناً بأن وادي البلسان هو وادي مكة المكرمة، فتقول: " أما البلسان الحقيقي الذي ذكره المؤلفون القدماء فهو "بلسم مكة " الذي مازالت مصر تستورده من شبه الجزيرة العربية - كما كان الأمر قديماً -، وهو عصير


(١) وفي قاموس الكتاب المقدس ورد أن "كلمة Baca ( بكا) قد تعني بلسان". انظر: ص (١٧٨).
(٢) قاموس الكتاب المقدس، ص (٥٠٧)، وانظر دائرة المعارف الكتابية (٢/ ١٨٧).

<<  <   >  >>