للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

١٠٩ - (٣٩) حدثنا بكارُ بنُ أحمدَ بنِ بكارٍالمقرئُ: حدثنا أبوبكرٍ محمدُ بنُ السريِّ القَنطريُّ وأبوالحسنِ محمدُ بنُ جعفرٍ الخوارزميُّ وأحمدُ بنُ محمدٍ الواسطيُّ - واللفظُ لمحمدِ بنِ السريِّ - قالوا: حدثنا الحسنُ بنُ عرفةَ: حدثنا عبدُاللهِ بنُ الحكمِ البجليُّ: حدثنا القاسمُ بنُ الحكمِ العُرنيُّ، عن الضحاكِ بنِ مُزاحمٍ، عن ابنِ عباسٍ،

أنَّه سمعَ النبيَّ صلى الله عليه وسلم يقولُ: «إنَّ الجنةَ لَتزينُ وتُنجدُ مِن الحولِ إلى الحولِ لدخولِ شهرِ رمضانَ، فإذا كانَ أولُ ليلةٍ مِن شهرِ رمضانَ هبتْ ريحٌ مِن تحتِ العرشِ يُقالُ لَها: المثيرةُ، فتصفقُ أوراقُ أشجارِ الجنانِ وحلقُ مصاريعِ أبوابِ الجنانِ، فيُسمعُ لذلكَ طَنينٌ لم يسمع السامعون أحسنَ مِنه، ويبرزنْ الحورُ العينُ حتى يقفنَ بينَ شُرفِ الجنةِ، فينادينَ: هل مِن خاطبٍ إلى اللهِ عزَّ وجلَّ فيزوِّجُه؟ ثم يقلنْ: يا رضوانُ ما هذه الليلةُ؟ فيُجيبُهن بالتلبيةِ، ثم يقولُ: يا خيرات حسان، هذه أولُ ليلةِ مِن شهرِ رمضانَ، وتفتحُ فيها أبوابُ الجنانِ للصائمينَ مِن أُمةِ محمدٍ صلى الله عليه وسلم، ويقولُ اللهُ عزَّ وجلَّ: يا رضوانُ / افتحْ أبوابِ الجنانِ، يا مالكُ أطبقْ أبواب الجحيمِ عن الصائمينَ مِن أُمةِ محمدٍ صلى الله عليه وسلم، يا جبريلُ اهبطْ إلى الأرضِ فصَفدْ مَردةَ الشياطينِ وغلَّهم في الأغلالِ، ثم اقذفْ بهم في لُجَجِ البحارِ حتى لا يُفسدوا على أُمةِ حبيبي صيامَهم.

قالَ: ويقولُ اللهُ عزَّ وجلَّ في كلِّ ليلةٍ مِن شهرِ رمضانَ ثلاثَ مراتٍ: هل مِن سائلٍ فأُعطيهُ سؤلَهُ؟ هل مِن تائبٍ فأتوبَ عليه؟ هل مِن مُستغفرٍ فأغفرَ له؟ مَن يُقرضُ المَليَّ غيرَ المُعدمِ الوفيَّ غيرَ الظَّلومِ؟

قالَ: وللهِ عزَّ وجلَّ في كلِّ ليلةٍ مِن شهر رمضانَ عندَ الإفطارِ ألفُ ألفُ عَتيقٍ مِن النارِ، فإذا كانَ ليلةُ الجمعةِ أو يومُ الجمعةِ أعتقَ اللهُ تعالى في كلِّ ساعةٍ منها ألفَ ⦗٩٧⦘ عَتيقٍ مِن النارِ كلُّهم قد استوجَبَ العذابَ، فإذا كانَ في آخرِ يومٍ مِن شهرِ رمضانَ أَعتقَ اللهُ في ذلكَ اليومِ بعددِ مَن أعتقَ مِن أولِ الشهرِ إلى آخرِهِ.

فإذا كانتْ ليلةُ القدرِ يأمرُ اللهُ عزَّ وجلَّ جبريلَ فيهبطُ في كبكبةٍ مِن الملائكةِ إلى الأرضِ ومعه لواءٌ أخضرُ، فيركزُ اللواء على ظهرِ الكعبةِ، وله ستُّمئةِ جناحٍ، مِنها جناحانِ لا ينشرُهما إلا في كلِّ ليلةِ قدرٍ، فينشرُهما تلكَ الليلةَ فيجاوزانِ المشرقَ والمغربَ، ويبثُ جبريلُ عليهِ السلامُ الملائكةَ في هذه الليلةِ فيسلِّمون على كلِّ قائمٍ وقاعدٍ ومصلٍّ وذاكرٍ للهِ عزَّ وجلَّ، فيصافحونَهم ويُؤمِّنون على دعائِهم حتى يطلعَ الفجرُ، فإذا طلعَ الفجرُ نادى جبريلُ عليهِ السلامُ: يا معشرَ الملائكةِ الرحيلَ الرحيلَ، فيقولون: يا جبريلُ، ما صنعَ اللهُ عزَّ وجلَّ في حوائجِ المؤمنينَ منِ أُمةِ محمدٍ؟ فيقولُ: إنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ نظرَ إليهم في هذه الليلةِ فعفا عنهم وغفرَ لهم إلا أربعةً، قالوا: يا رسولَ اللهِ، مَن هؤلاءِ الأربعةُ؟ قالَ: رجلٌ مدمنُ خمرٍ، وعاقٌّ لوالديهِ، وقاطعُ رحمٍ، ومُشاحِنٌ، قال: وهو المُصارمُ.

فإذا كانتْ ليلةُ الفطرِ سُميتْ تلكَ الليلةُ ليلةَ الجائزةِ، فإذا كانتْ غداةَ الفطرِ بعثَ اللهُ عزَّ وجلَّ الملائكةَ فيهبِطون في كلِّ بلادِ الأرضِ، ويقومونَ في أفواهِ السكَكِ فينُادونَ بصوتٍ يَسمعُهُ جميعُ مَن خلقَ اللهُ عزَّ وجلَّ إلا الجنَّ والإنسَّ، فيقولونَ: يا أمةَ محمدٍ، اخرُجوا إلى ربٍّ كريمٍ، يُعطي الجزيلَ، ويغفرُ الذنبَ العظيمَ، فإذا بَرَزوا في مُصَلاهم يقولُ اللهُ عزَّ وجلَّ للملائكةِ: يا مَلائكتي، ما جزاءُ الأجيرِ إذا عملَ عملَهُ؟ قالَ: فتقولُ الملائكةُ: إلهنا وسيدَنا، / جزاؤُه أَن يُوفَّى أجرَهُ، قالَ: فيقولُ اللهُ عزَّ وجلَّ: فإنِّي أُشهدُكم يا ملائكتي أنِّي قد جعلتُ ثوابَهم مِن صيامِهم رمضانَ رِضائي ومَغفرتي».

قالَ: «ويقولُ اللهُ عزَّ وجلَّ: يا عبادي سَلوني، فَوَعزتي وجَلالي لا تَسألوني اليومَ شيئاً في جمعِكم هذا لآخرَتِكم إلا أعطيتُكم، ولا لِدنياكُم إلا نظرتُ إليكم، وعزَّتي ⦗٩٨⦘ لأستُرَنَّ عليكم عوراتِكم ما راقبْتُموني، وعزَّتي لا فضحتكم بينَ أصحابِ الذنوبِ، انصرِفوا مغفوراً لكم قد أرضيتُموني ورضيتُ عنكم».

قالَ: «فتفرحُ الملائكةُ ويستبشرونَ بما يُعطي اللهُ عزَّ وجلَّ هذه الأمةَ إذا أَفطروا مِن شهرِ رمضانَ».

<<  <   >  >>