بسم الله الرحمن الرحيم
لا إِلهَ إلا اللهُ عدَّة للقاءِ اللهِ عزَّ وجلَّ
قرأتُ على الشيخِ الصالحِ أبي منصورٍ المُقَرِّبِ بنِ الحسينِ بنِ الحسنِ النساجِ ببابِ المراتبِ في الجانبِ الشرقيِّ مِن بغدادَ في المُحرمِ سنةَ ثلاثٍ وعشرينَ وخمسِمئةٍ فأقرَّ بِه، قلتُ له: أخبَرَكم القاضي أبويَعلى محمدُ بنُ الحسينِ بنِ محمدٍ الفرَّاءُ الفقيهُ الحَنبليُّ قراءةً عليه وأَنا أسمعُ فأقرَّ بِه في جُمادى الآخرةِ سنةَ ثمانٍ وخمسينَ وأربعمِئةٍ: أخبرنا أبوالحسنِ عليُّ بنُ عمرَ بنِ محمدِ بنِ الحسنِ السكريُّ الخُتليُّ الحَضرميُّ قراءةً عليه وأنا أسمعُ فأقرَّ بِه وذلكَ في جُمادى الأُولى سنةَ ستٍّ وثمانينَ وثلاثِمئةٍ:
١٩١ - (١) حدثنا أبوبكرٍ محمدُ بنُ محمدِ بنِ سليمانَ بنِ الحارثِ الواسطيُّ الباَغَنديُّ: حدثنا هشامُ بنُ عمارِ بنِ نصيرٍ الدمشقيُّ: حدثنا عيسى بنُ يونسَ بنِ أبي إسحاقَ السَّبيعيُّ: حدثنا هشامُ بنُ عروةَ، عن أَخيه عبدِاللهِ بنِ عروةَ، عن عروةَ، عن عائشةَ رضيَ اللهُ عَنها زوجِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم قالتْ:
جلسَ: إِحدى عشرةَ امرأةً فتَعَاهدْن وتعاقَدْن ألا يَكتُمْنَ مِن أخبارِ أزواجِهِنَّ شيئاً، قالت الأُولى: زَوجي لحمُ جملٍ غَثٍّ، على رأسِ جبلٍ، لا سهلٍ فيُرتَقى ولا سمينٍ فيُنتقَل.
قالت الثانيةُ: زَوجي لا أَبثُّ خبَرَه، إنِّي أخافُ أنْ لا أَذَرَه، إنْ أذكُرْه أذكُرْ عُجَرَهُ وبُجَرَهُ.
قالت الثالثةُ: زَوجي العَشَنَّقُ، إِن أَنطقْ أُطلَّقْ، وإنْ أَسكتْ أُعلَّقْ.
⦗١٤٩⦘
قالت الرابعةُ: زَوجي كليلِ تِهامةَ، لا حرٌّ ولا قرٌّ، ولا مخافةَ ولا سآمةَ.
قالت الخامسةُ: زَوجي إنْ دخلَ فَهِدَ، وإنْ خرجَ أَسِدَ، ولا يَسألُ عمَّا عَهِدَ.
قالت السادسةُ: زَوجي إنْ أكلَ لَفَّ، وإنْ شربَ اشتَفَّ، وإِن اضطجَعَ التَفَّ، ولا يُولجُ الكفَّ فيعلَمَ البَثَّ.
قالت السابعةُ: زَوجي عَياياءُ أو غَياياءُ - الشكُّ مِن يونسَ - طَباقاءُ، كلُّ داءٍ له دواءٌ، شَجَّكِ أو فَلَّكِ أو جمَع كُلاً لكِ.
قالت الثامنةُ: زَوجي المَسُّ مَسُّ أرنبٍ، والريحُ ريحُ زَرْنَبٍ.
قالت التاسعةُ: زَوجي رفيعُ العِمادُ، طويلُ النِّجادِ، عظيمُ الرَّمادِ، قريبُ البيتِ مِن النادِ.
قالت العاشرةُ: زَوجي مالكٌ، وما مالكٌ! مالكٌ خيرٌ مِن ذلكَ، له إبلُ قليلاتُ المَسارحِ كثيراتُ المَبَاركِ، إذا سمِعْنَ صوتَ المِزْهَرِ أَيقَنَّ أنَّهن هَوَالكٌ.
قالت الحادي عشرَ: زَوجي أبوزرعٍ، وما أبوزرعٍ! أَناسَ مِن حُلِيٍّ أُذنيَّ، وملأَ مِن شحمٍ عَضُديَّ، وبَجَّحَني فَبَجِحَتْ إليَّ نَفسي، وجَدَني في أهلِ غُنيمةٍ بِشقٍّ، فجعَلَني في أهلِ صَهيلٍ وأَطيطٍ ودائسٍ ومُنَقٍّ - قالَ هشامٌ: سألتُ عيسى بنَ يونسَ عن الدائسِ والمُنَقِّ فقالَ: الدائسُ الأَنْدَرُ، والمُنَقِّ الغِربالُ - فعندَه أَقولُ فلا أُقَبَّحُ، وأَرقدُ فأَتَصبَّحُ، وأشربُ فأَتَقَمَّحُ، أمُّ أبي زرعٍ فما أمُّ أبي زرعٍ! عُكومُها رَدَاحٌ، وبيتُها فَساحٌ، ابنُ أبي زرعٍ فما ابنُ أبي زرعٍ! مضجَعُهُ كمَسَلِّ شَطْبةٍ، وتُشبعُهُ ذراعُ الجَفْرَةِ، ابنةُ أبي زرعٍ فما ابنةُ أبي زرعٍ! طَوعُ أَبيها وطَوعُ أمِّها، وملءُ كسائِها، وغيظُ جارَتِها، جاريةُ أبي زرعٍ فما / جاريةُ أبي زرعٍ! لا تبثُّ حديثَنَا تَبثيثاً، ولا تُنقِّثُ مِيرَتنا تَنقيثاً، ولا تَملأُ بيتَنا تَعشيشاً - قالَ عروةُ: وقد كانتْ عائشةُ رضيَ اللهُ عنها وَصَفت ⦗١٥٠⦘ لي مَعه كلبَ أبي زرعٍ فأُنسيتُهُ - قالتْ: خرجَ أبوزرعٍ والأَوطابُ تُمخَضُ فلَقيَ امرأةً مَعها وَلَدانِ لَها كالفَهدينِ، يلعبانِ مِن تحتِ خصرِها برُمَّانتينِ، فنَكَحَها وطلَّقني، فنكحتُ بعدَهُ رجلاً سَرِيّاً، ركبَ شرِيّاً وأخذَ خَطياً، وأراحَ عليَّ نَعَماً ثَريّاً، فقالَ: كُلي أمَّ زرعٍ وميري أهلَكِ، قالتْ: فلو جمعتُ كلَّ شيءٍ أَعطانيه ما بلغَ أصغرَ آنيةِ أبي زرعٍ.
قالتْ عائشةُ رضيَ اللهُ عنها: قالَ لي رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «يا عائشةُ، كنتُ لكَ كَأَبي زرعٍ لأُمِّ زرعٍ».