٢٧٩ - (٢) أخبرنا عليٌّ: حدثنا أبوبكرٍ محمدُ بنُ الحسنِ النقاشُ قالَ: قالَ أحمدُ بنُ يحيى ثعلب: دخلتُ على أحمدَ بنِ حنبلٍ رحمَهُ اللهُ يوماً فسمعتُهُ يقولُ: كنتُ في البصرةِ في بعضِ مجالسِ العلماءِ، فرأيتُ شيخاً فسألتُ عنهُ، فقيلَ لي: أبونواسٍ، فقلتُ: أَنشدْني شيئاً مِن شعرِكَ في الزُّهدِ، فأنشأَ يقولُ:
إذا ما خَلوتَ الدهرَ يوماً فلا تقلْ ... خلوتُ ولكنْ قُل عليَّ رقيبُ
ولا تحسَبنَّ اللهَ يغفَلُ ساعةً ... ولا أنَّ ما تُخفي عليه يغيبُ
لَهَونا عن الأيامِ حتى تَتابعتْ ... عَلينا ذنوبٌ بعدهُن ذنوبُ
فيا ليتَ أنَّ اللهَ يغفرُ ما مَضى ... ويأذنُ في توبَتِنا فنتوبُ
أقولُ إذا ضاقتْ عليَّ مَذاهبي ... وحلَّ بِقلبي للهُمومِ ندوبُ
لِطولِ جِناياتي وعظمِ خَطيئَتي ... هلكتُ ومالي في المَمَاتِ نصيبُ
فأغرقُ في بحرِ المَخافةِ آيساً ... وترجعُ نَفسي تارةً فتنوبُ
ويُذَكِّرني عفوُ الكريمِ عن الورَى ... فأَحيا وأَرجو عفوَهُ فأُنيبُ
⦗١٨٥⦘
وأخضَعُ في قَولي وأرغبُ سائلاً ... عسى كاشفُ البَلوى عليَّ يتوبُ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute