٥٢٨ - (٣٢) أخبرنا مكي: حدثنا إبراهيمُ قالَ: سمعتُ أبا عُبيدٍ دارمَ بنَِ أبي دارمٍٍ يقولُ: سمعتُ أَخي أحمدَ بنَ محمدٍ يقولُ: قالَ أبوترابٍ النَّخْشبيُّ: وقفتُ خمسةً وخمسينَ وقفةً، فلمَّا كانَ مِن قابِلٍ رأيتُ الناسَ بعرفاتٍ، ما رأيتُ قطُّ أكثرَ مِنهم ولا أكثرَ خشوعاً وتضرُّعاً ودعاءً، فأَعْجبني ذلكَ فقلتُ: اللهمَّ مَن لم تَتقبل حجَّتهُ مِن هذا الخلقِ فاجعلْ ثوابَ حجَّتي لَه، وأَفضْنا مِن عرفاتٍ وبِتْنا بجَمعٍ، فرأيتُ في المَنامِ هاتفاً يهتفُ بي: أَتَتسَخَّى عليَّ وأَنا أَسخى الأسخياء! وعزَّتي وجَلالي ما وقفَ أحدٌ قطُ هذا المَوقفَ إلا غفرتُ لَه، فانتبهتُ فرحاً بهذِهِ الرُّؤيا، فرأيتُ يحيى بنَ معاذٍ الرازيَّ فقَصصتُ عليهِ الرُّؤيا، فقالَ: إنْ صدقتْ رُؤياكَ فإنَّكَ تعيشُ أربعينَ يوماً، فلمَّا كانَ يومُ أحدٍ وأَربعينَ جاؤُوا إلى يحيى فَقالوا: إنَّ أبا تُرابٍ ماتَ، فغَسَله ودَفنَهُ، رحمةُ اللهِ عليهِما.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute