للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

حول باريس، يحميها من غزو أبناء المستعمرات. وكانت الصحافة اليمينية تشن الحملات العنيفة ضد من أسمتهم (الغزاة الجدد).

والإدارة التي لم يمض غير قليل على تدشينها جامع باريس قرب ساحة (مونج place Monge) ذلك الصيف، دشّنت على بضع خطوات الدائرة المختلطة الشهيرة ( Commune mixte) التي عرفت باسم الشارع الذي تقوم به شارع (لوكونت Rue le conte).

وهكذا اجتازت فكرة (المستعمرين Indigenat) البحر المتوسط بسهولة أكثر مما اجتازه (أبناء المستعمرات indigené)، أولئك الذين أصبحوا تابعين منذ ذلك الوقت لتلك الإدارة المختلطة.

من المؤكد أننا عند نزولنا في فرنسا كنا أنا وصديقي (قاواو) نجهل هذه الأمور، ولكنني الآن أعرف أن ذلك كله قد أثر فعلياً في مجرى مغامرة مدرسيين فارين من الجزائر.

(كان ذلك قد كُتب علينا)، فحين وصولنا إلى ليون وجد رئيس فريقنا اليهودي منذ الغداة العمل لدى (برلييه Berliet)، ووجد رفيقه الأوربي العامل في الحافلات الكهربائية عملاً لدى (زنيث Zenith)، بينما بقينا كلانا في الشارع.

كنا نتنادى فيما بيننا هو (أندريه André) وأنا (جول Jules)، وقد أوحى إلينا بذلك مستشارنا اليهودي. يضع كل منا على رأسه قبعة من النوع الجيد ونتحدث بفرنسية أصح بقليل من زميلينا الأوربي واليهودي، ولم يشفع ذلك بنا كله فبقينا في أكوام العاطلين عن العمل.

نعم (إنه قد كُتب علينا) وبحروف بارزة على بطاقة هويتنا.

وهكذا بعد أيام ثلاثة أو أربعة تبخرت مشاريعنا المتعلقة بشركة الفواكه

<<  <   >  >>