للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

مقَدّمة

ليست هذه المقدمة من أجل تقديم هذا الكتاب للقارئ، على حسب التقليد الذي يلتزمه كاتب عندما ينشر له شيء من تأليفه.

وإنما هي لمجرد التفسير للظرف الغريب، الذي وقع فيه في يدي، المخطوط الذي أنشر منه اليوم الجزء الثاني.

إن لكل امرئ خلالاً يسلكها، وقد يحدث لي مما تعودت، أن أصلي صلاة العصر في تلك اللحظة الجوفاء عندما يخرج الناس من المسجد بعد صلاتهم خلف الإمام.

فأصلي وحدي ... والمكان إذن ليس فيه أحد غيري، وأختار هذه اللحظة لأعتكف فيها.

وكنت في ذلك المسجد القسنطيني الملاصق لـ (دار الباي) والذي صار طيلة قرنٍ الكنيسة الكبرى ثم عاد إلى أهالي قسنطينة منذ الاستقلال.

وكنت حينذاك قد عدت إلى الوطن منذ ثلاثة أيام أو أربعة فقط من الهجرة التي فرضتها، على كثير من الجزائريين، سنوات الثورة، فألقيت وأنا أخلع نعلي عند باب المسجد نظرة على داخله، ولم يكن للمكان حديث يشعر به المرء من خلال أُبهة بنائه، وإنما كان يتحدث له حديث تاريخه المضطرب، ووقع بصري على مكان هادئ بين المنبر والمحراب، بعيداً عن ضوضاء الشارع فاتجهت إليه

<<  <   >  >>