إثبات وجملة النهي نفي فهي بمعنى لا إله إلا الله، وتنكير (شيئا) لإفادة عدم الإشراك به أي شيء كان، وأن يخص بالعبادة وحده لا شريك له. ومنها قوله تعالى:{قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلاّ تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً} هو الآية أقن أن تخصوه بالعبادة وحده دون أن تجعلوا له شريكا في شيء منها، وختمت هذه الآيات بقوله تعالى:{وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ} فقوله (فاتبعوه) إثبات (ولا تتبعوا السبل) نهي مؤداه النفي فهي بمعنى: لا إله إلا الله، أما الآية التي افتتح بها شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله ذلك المؤلف العظيم في توحيد الله تعالى فهي قوله تعالى:{وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالأِنْسَ إِلاّ لِيَعْبُدُونِ} أو وقد اشتملت على بيان الحكمة في خلق الثقلين الجن والإنس وهي أن يعبدوا الله وحده ويخصوه بجميع أنواع العبادة ولا يصرفوا لغيره شيئا منها.
٢- قوله:"بينا أنا رديف النبي صلى الله عليه وسلم" قال الحافظ في الفتح: الردف والرديف: الراكب خلف الراكب بإذنه، وردف كل شيء مؤخره، وأصله الركوب على الردف وهو العجز، ولهذا قيل للراكب الأصلي ركب صدر الدابة، وردفت الرجل إذا ركبت وراءه، وأردفته إذا أركبته وراءك.
٣- قوله:"ليس بيني وبينه إلا آخرة الرحل" قال الحافظ في الفتح: الرحل للبعير كالسرج للفرس، وآخرة بالمد وكسر المعجمة بعدها راء هي العود الذي يجعل خلف الراكب يستند إليه، وفائدة ذكره المبالغة في شدة قربه ليكون أوقع في نفس سامعه أنه ضبط ما رواه، وقال الحافظ: ووقع في رواية عمرو ابن ميمون عن معاذ: كنت ردف النبي صلى الله عليه وسلم على حمار يقال له عفير، ووقع عند أحمد من رواية عبد الرحمن بن غنم عن معاذ أن النبي صلى الله عليه وسلم ركب على حمار يقال له يعفور رسنه من ليف، قال: ويمكن الجمع بأن المراد بآخرة الرحل موضع آخرة الرحل للتصريح هنا بكونه كان على حمار، وإلى ذلك أشار النووي، ومشى ابن الصلاح على أنهما قضيتان انتهى.
٤- قوله:"لبيك"، المراد به: إجابة بعد إجابة أو إجابة لازمة قاله