أحدها والثاني في كتاب الجنائز والثالث في مناقب الصحابة، ذكر ذلك الحافظ ابن حجر في شرحه لهذا الحديث في فتح الباري.
٧- في الإسناد تابعيان وهما أبو عبد الرحمن السلمي وصهره سعد بن عبيدة والراوي عن سعد هو علقمة بن مرثد وقد قال عنه الحافظ في الفتح: وهو من ثقات أهل الكوفة من طبقة الأعمش انتهى. والأعمش من صغار التابعين، وقد أدرك علقمة زمن الصحابة إذ كانت وفاته في آخر ولاية خالد القسري على العراق وكان آخر ولايته سنة عشرين بعد المائة، فان ثبت لقاؤه أحداً من الصحابة كان عدد التابعين في هذا الإسناد ثلاثة.
٨- هذا الحديث أحد الأحاديث التي انتقدها الحفاظ على البخاري في صحيحه والبالغ عددها مائة وعشرة أحاديث كما تقدم. وقد انتقده الدارقطني من وجهين: أحدهما كون شعبة زاد في الإسناد الأول سعد بن عبيدة بين علقمة وأبى عبد الرحمن، ورواه سفيان عن علقمة عن أبى عبد الرحمن دون زيادة سعد، قال الدارقطني كما في مقدمة الفتح: أخرج البخاري حديث الثوري عن علقمة بن مرثد عن أبى عبد الرحمن السلمي عن عثمان أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "خيركم من تعلم القرآن وعلمه"، وأخرجه أيضاً من حديث شعبة عن علقمة بن مرثد عن سعد بن عبيدة عن أبى عبد الرحمن عن عثمان وقال فيه: وأقرأ أبو عبد الرحمن في إمرة عثمان حتى كان الحجاج، قال الدارقطني: فقد اختلف شعبة والثوري في إسناده فأدخل شعبة بين علقمة وبين أبى عبد الرحمن سعد بن عبيدة وقد تابع شعبة على زيادته من لا يحتج به، وتابع الثوري جماعة ثقات.
الوجه الثاني من وجهي الانتقاد: ما ذكر من أن أبا عبد الرحمن السلمي لم يسمع أن عثمان كما تقدم عن الترف ذي في التخريج قال الدارقطني كما في مقدمة الفتح أيضا: وقال حجاج بن محمد عن شعبة: لم يسمع أبو عبد الرحمن من عثمان شيئا.