ومن فضائل الصيد أنه كان الملك من ملوك فارس إذا حمل على ركوب الصيد دفع أصحابه ركابه سوطه إلى بطانته وهم خاصته، ودفعته الخاصة إلى الخدم وأدخله الخدم إلى موضع نسائه، فناولته إياه امرأة ثيب، وخرج من عندها وهو بيده، فأما في أوقات ركوبه إلى سائر المواضع غير الصيد والحرب، فيتناول السوط من حيث يركب منه.
وكانت الجوارح تنتصب على كنادرها من ناحية وساده نحو رأسه، والضواري وهي الكلاب والفهود وبنات عرس من ناحية ممد رجليه، والخيل أمامه أو عن يمينه، وكل من شهد معه الصيد حاش عليه العانة والسرب حتى يكون المكل يتصيدها، ويتصيدوا هم سائر الوحش والسباع، ما لم ينهوا عن ذلك، ولم يكن يرى أن يخلو سمعه من زقاء جارح ونباح صار وصهيل الخيل، والحان القيان، وطنين الأوثار.
وكانت لبهرام شوبين حظية مفتنة في جميع الآداب، فاقترحت عليه حضور الصيد معه، شغفاً منها به، ونزاعاً إلى مشاهدة الطرد، فأجابها إلى ذلك، فبينا هي معه إذ عن لهما سرب ظباء، وكان بهرام شوبين من جودة الرمي على ما لم يكن عليه سائر الملوك، فقال لها: أراك مشغوفة بالصيد، مرتاحة إليه، فكيف تحبين أن أرمي هذه الظباء، فقالت أريد أن تجعل ذكورها إناثاً وإناثها ذكوراً، ففهم كلامها، وقدر أنها توهمت عليه العجز عما التمسته منه، وأنها حاولت أن تبين من نقصه