إذا أردت قرنصة البازي فأتبعه قبل ذلك في الصيد أياماً كثيرة أتعاباً جيداً، إلى أن تراه قد ألقى ثلاث ريشات من كل جناح أو أربعاً فإذا عزمت على طرحه وقطعته عن الصيد، وأردت نتف ذنبه، فلا تضعن يدك عليه حتى تريحه، وتسمنه بعض السمن، فحينئذ فانتف ذنبه في زيادة الشهر يوم السبت، وإنما أردنا بيوم السبت لخبر يروى عن النبي صلى الله عليه وعلى آله أنه قال: لو زال حجر عن حجر وجبل عن جبل في يوم سبت لكان حقيقاً على الله تبارك وتعالى أن يرده إلى موضعه، فتأولنا بذلك أن يعود عوضاً من كل ريشة تنتف في يوم سبت ريشه جديدة، ولا تتخلف بعون الله. وقد عملنا ذلك في عدة بزاة ولم نر فيها إلا خيراً، فإذا أردت نتف ذنبه فقنصه تقنيصاً رقيقاً، ثم ضع يدك في أصل ذنبه وأقلع الريشة قلعاً رفيقاً، لئلا تزعجه وتوجع ظهره، وانتف نيفقه وهو ما حول زمكاته من داخل، ليخرج بخروج الذنب، وإن لم تنتف ذنب بازيك وتركته يلقي كما يحب، كان أصلح له وأسلم، وإنما ينتف من يريد يسبق بخروج بازيه من القرنصة، ثم أعمد إلى خشبة ملساء مستوية مقدارها خمسة أشبار فابنها في الحائط مما يلي صدر البيت في زاوية، وأجعل طرفها في الحائط وتوثق منها، ولتكن من الأرض على أقل من ذراع، ولا تجعل الخشبة غليظة فتنبسط كفاه عليها ولا دقيقة فلا يمكنه