للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

لُحْمة الكلب وطُعمة الكلب، وكذلك يقال للفهد والبازي وكل جارح وضارٍ. فأما في الثوب فيقال لَحْمة.

صيد الكلب

إذا كسر الكلب مفرداً الأرنبَ فهو نهاية، وهو يطيق ما فوق ذلك، والفُره منها تكسر الظباء، وقد ذكرنا من حال الظباء ما فيه كفاية، وتتجاوز الظباء إلى اليحمور فتكسره، فأن زادت تعلّقت بالأيّل، ولا يطيقه منها إلا ذو الخَلق الشديد، والبنية الوثيقة والفخامة، وبعد أن يجتمع عليه الاثنان والثلاثة من كلابٍ هذه صفتها، وليس يفوتها ويقهرها بحُضره، ولكنه ذو سلاحٍ وهي ترهب قرونه يُنحي عليها إنحاءً شديداً.

وأما الأرنب والثعلب فالواحد من الكلاب يصيدهما كثيراً ما لم يتعلق الأرنب بالجبل، وعلى أن الثعلب روّاغ مَكِرٌ، وإذا صار إلى المجاودة ولم يستتر بخَمَر ولا غيره فهو في يده، وربما التفت إلى الكلب وقد أخرج لسانه من شدة الحضر فعضَّه فيرجع عنه. وقد يصيد الكلب الدرّاجَ كما أن الصقر والبازي يصيدان الأرنب، وقال بعض الأدباء:

ومصدّرين بكل مجلس حكمة ... متقدّمين بكلّ يومِ برازِ

سبقوا إلى غُرر الفخار وأحرزوا ... خَصْل الفضائل أيما إحراز

لا تستفيق من الطراد جيادُهم ... فتراهمُ أبداً على أوفاز

فبزاتهم تصطاد صيد كلابهم ... وكلابهم تصطاد صيد البازي

ألفوا الوغي فتعلّلوا بمصايد ... عن شنّ غارات وبُعد مغازِ

<<  <   >  >>