وأما القصيم فالرس وعنيزة وبريدة والخبرا والتنوما والمذنب والعيون وله جملة قرى متصلة. وأما جبل شمر فثلاث مدائن، حائل وقفار وموفق وله أتباع مدن. وأما جوف آل عمر فمدينتين ذات نخيل وهما " دومة وسكاكا " وأتباع لها، هذه المدائن المعروفة مما يحتوي عليه أسم نجد وكل هذه المذكورة أقرب ما يكون بعضهم من بعض في الهواء والماء والتربة وصحة الأبدان وصفاء البديهة، والذكاء والاجتهاد والتعصب في أديانهم ومخالفة من ناؤهم وخالفهم عن شرائعهم ومن الدال على اجتهادهم في دينهم أن من أطاع ملكهم فهو مسلم ومن عصاه فهو كافر سواء كان أبوه أو أمه أو أخوه كائنا من كان.
وأما المدائن وأشجارها فأوجدها أشجار النخيل التي لم يحكيها مشرقاً أو مغرباً ولما قدمها العزيز خالفوا أمره وأنكروا طاعته.
أمر عساكره بقطع النخيل لعلمه أنهم لا يطيقون الصبر دونها، فالذي قطع من الرأس خمسون ألف نخلة وعلى النخلة الواحدة ريالين أبو طوب حتى لم يبقى من عسكره من لم يجهد في قطع النخيل لزيادة الطمع وقلة التعب. قال المؤلف: حدثني بعض الحاضرين وقائعهم، إن الرجل يقطع في الساعة الواحدة الثمان نخلات وسبب ذلك أنهم متأهبون لها بالات من الحديد يطفها به فيدخل في جذعها شبرا فيتكئ عليه بصدره ويستدير به عليها ويأخذه منها، فإذا حركها النسيم قليلاً نزلت.
وعنيزة قطع منها والدرعية قطع منها جملة ثمانين ألف نخلة وأشجار الفواكه وغيرها من كل ما هو موجود على وجهها من النعم والبنيان، والله خير حافظاً وهو أرحم الراحمين.
وسنذكر عربان نجد إن شاء الله.
الفصل الرابع
في قبائل نجد
منهم " الدواسر " وهم قبيلة مشهورة ذات سواد واعتداد ومحافظات على قب الجياد، ذوو كرم وافر وأقدام متكاثر عدد سقمانهم ثمانية آلاف سقماني وخيلهم ألف وخمسمائة، ومنهم " السهول " الأنجبين والكرام الأمجدين السالكين طريق الكرم والموجودين الإحسان بعد العدم، الساكنين الفلات والمالكين المكرمات، سقمانهم ثلاثة آلاف وثمانمائة خيال.
ومنهم المعروفون " بنو حسين " وهم مشهورون من ذرية سيدنا الحسين " رض الله عنه " وهؤلاء أكرم الناس أخلاقاً وأوسعهم أرزاقاً وأطيبهم على الإطلاق نفوسهم أبية وهباتهم حاتمية ذوو طعن وضرب وتفريج للكرب ومنازلة للخطب طريحهم لا يرجى وجريحهم لا ينجى، يجري لهم الجارون، ويحمدهم السارون. سقمانهم ثلاثة آلاف رامي وفوارسهم سبعمائة محامي.
ومنهم " زعب " بالتخفيف قبيلة ذات كر وفر وذات مجد وخير شعارهم الحلم والكرم وفخرهم مثل نار على علم يقر لهم أعداؤهم ويشهد لهم أندادهم عدد سقمانهم ألف وخيلهم خمسمائة بلا خلف.
ومنهم " عتيبة " غير مذكورين بالحجاز، أو لو أعزم وحزم وطلب المكرمات ولزم يهدي بهم الضال ويحمدهم الدال ويستعان بهم بل منهم يوم النضال ألفان سقماني عددهم، وثمانمائة فارس مودهم.
ومنهم " سبيع " ضد المذكورين من ساكني الحجاز وطائفة طافت أخبارها ورويت آثارها، ملكت مقاليد المجد، وأدركته بالهزل، والمجد يحمدهم الطارق ويحذرهم السارق، أعلوا منار الفضل وشاروه، وأنصفوا الضعيف على القوي حتى ساروه أولئك أخلاقهم حميدة، وآراؤهم سديدة، سقمانهم ألفان وخمسمائة سقماني وفرسانهم ثمانمائة فارس معوان.
ومنهم " آل كثير " غير المذكورين آنفاً، لقد أشبهوا من قبلهم في إدراك فضلهم، وسادوا ضدهم بالعوالي حتى أنزلوا أنفسهم المعالي يحملون إذا غضبوا ويغفرون إذا عتبوا، وأما عددهم سقماناً فثلاثة آلاف إنساناً وألف عدد الفرسان والله سبحانه أعلم.
ومنهم " الفضول " قبيلة مشهودة بوفار العقول والكرم الجم واللقاء المانع لزفرات اليم عدد سقمانهم ثلاثة آلاف خيلهم سبعمائة فارس ضغضان، نعم.
ومنهم " مطير " ذوو الفضل والخير الحامون، نزيلهم والعاجزة الأقلام عن تفاصيلهم، ذوو الطعن والنزول والشد والحلول والسبق في الغابات واللحق بالرايات، أسود المعترك، ووفود المدرك.
عددهم سقماناً سبعة آلاف وفرساناً ألفان بلا خلاف.
ومنهم المعروفون " الدهامشة " القول فيهم أنهم عمدة الساري وقدوة الجاري أكفهم غمام وعزة أحدهم حسام ليوث المزدحم وغيوث المنسدم، طباعهم سليمة، وهباتهم قديمة، ومفاخرهم سامية، وبحارهم طامية.