ومنهم حسن قلعي ضابط الحجرة الشريفة أخباره تطول ثم ساعدهم العز والنصر حتى فعلوا ما يعجز كسرى وقيصر ولا همهم الآتية تستهزو بالماضية، وحال هذا التاريخ اخذوا في سفرهم عشر سنين ولا شكو ذلاً ولا نصيب ولا وهب ولا مخمصة في سبيل الله تعالى. ولو قصدهم نجدوا أهلها فعلوا ما فعلوا، ولنرجع لما تركنا منهم:" أبن الأسمر " فرسانهم ألف وسقمانهم ثلاثة آلاف وهم أعظم ما يكونوا تأهباً للحرب وحذروا منهم " بنو الأصفر " الذين يعرفون بالمكر والخداع م هم أكرم امثالهم للفارق وعددهم السبعة آلاف خيال وستة آلاف سقماني ومنهم " سناحن " خيلهم ثلاثة آلاف وسقمانهم عشرة آلاف وأسم كبيرهم فرحان " أبو لعسة " صاحب تدبير ومصادفات وفيه كرم وشجاعة زايدة ومنهم: " الحباب " كبيرهم أسمه رفده خيلهم خمسمائة خيال وسقمانهم خمسة آلاف وهم معروفون بدلالة الطرق وورود المياه، وأكلهم حب الذرة يقضمون قضماً ولباسهم الأردية السود ونساؤهم ما يلبسن شيئاً إلا منديل أسود طوله ذراعين وعرضه ذراع تضعه المرأة على عورتها.
ومنهم " أزهر " عددهم ثلاثة آلاف سقماني وفوارسهم ألف فارس ومنهم " أبن دهمان " الشجاع المعروف والبطل الموصوف سقمانه خمسة آلاف وأما خيله فألف خيال.
ومنهم " زهران " سقمانهم خمسة وعشرون ألف وخيلهم ستة آلاف وهم ذو حمية وغيرة وشدة ونجدة وموصوفون بالحلم والكرم، وهم ذو عداوة وحروب بينهم ومنهم المعروفون " بغامد " كبيرهم أسمه " أبن هطامل " سقمانه عشرون ألف وخيله ستة آلاف، وهم عشائر متفرقة وقبائل متعددة ذوو صبر للحروب وتنفيس الكروب وحلم عند الغضب، وأيراد للغضب ما بات جادلهم ساغباً ولا إلى غيرهم عنهم واغباً.
قال المؤلف: حدثني عنهم بعض العارفين بهم، أنهم أعرف أهل واجهتهم في الأشباه ومعرفة القبائل والتتبع للآثار ودلالة الطرق وهم رماة صائبون كماة غالبون، مبارز يقصر عنهم لأن الشجاعة شعار منهم.
ومنهم القبيلة السابقة الجليلة المعروفون " بشهران " وهؤلاء عدد سقمانهم خمسة عشر ألف وخيلهم ألفان بلا خلاف كبيرهم " أبن مروان " مقلد الأعناق بالإحسان وهم أشبه بالشجاعة ممن قبلهم ولا أحد في الحقيقة يدرك فضلهم.
ومنهم " آل اكلب " ذوو القدرة والغلب سيدهم عظيم الشأن المعروف " بأبي شكبان " خيله ألفان وسقمانه عشرة آلاف وقد فاقوا من قبلهم ومن بعدهم ولا وقف أحد على حقيقة مجدهم وكبيرهم المشار إليه، والموقف الفخر عليه أسمح الناس نفساً وأكثرهم أنساً وأكرمهم للضيف، وعزمه أقطع من غرار السيف.
ومنهم " بنو واهب " ذوو الجرد السلاهب والبيض القوابض وكبيرهم " ألغوية " المنسوب الثناء إليه راجليهم عشرون ألف راحل وفوارسهم ثلاثة آلاف مقاتل، أرهبوا أعداءهم وبذلوا انذاهم فسادوا الرجال ووصلوا الآمال وألفوّا بين المتفرق وبذلوا فضلهم مغرباً ومشرقاَ ومنهم طائفة " أبن شكبان " الشاهد بمجدهم الركبان وهؤلاء كرام النفوس تقال الرؤوس يكرمون النازل ويرفعون المنازل، ويحمون جارهم ويقتدي الضال بنارهم سقمانهم عشرون ألف وخيلهم ألفان بلا خلف ومنهم:" الفزع " ذوو الرهب لأضدادهم خليهم ألف خيال وسقمانهم خمسة آلاف بلا أشكال كبيرهم المعروف " شعلان " المحمود في السر والإعلان، وهذه العشيرة التي لفضها الرجال مشيرة، مولعون بطلب الشكر، ومطلعون على أخبار البر والبحر ومنهم " قحطان " والعاصم، والقادر، فبنو هاجر.
كبيرهم " القادر " حشر الجميع ثلاثون ألف سقماني وسبعة آلاف خيال والمذكورون بوفاء العهد مشهورون، وإكرام النازل عددهم سنة، لا البخل عنهم يسعدهم، وأخبارهم ما بلغتنا على التفصيل، فاكتفينا منها على هذا القليل ومنهم " المحلف " المعروفون بالشجاعة والصلف كبيرهم " الصعيلي " ذو، البشاشة والكرم والرئاسة والعظم، سقمانيه خمسة آلاف فرسانه ألف بلا خلاف وهم فيهم خصال ما اتفقت في أحد مثلهم فمنها أنهم طرقهم ضيف ما أعظم ما يكرمونه أن يأتوه بأخشن زادهم وهو المعروف بالذرة ولكن يجعلونه اخبازاً كالمدارات، واللجم والحنطة، والألبان عندهم، ما تقوم مقامة.
ومنهم " آل مهدي " الموفون بالعهد ذو الصولة الباهرة والدولة، القاهرة، الذين عنان الحرب بأيدهم والمصرّفوها به على معاديهم.