الْإِصْلَاح الإسلامي بَث روح النشاط بَين الْمُسلمين لإحياء مَقَاصِد دينهم وَتَحْقِيق أغراضة وَحسن التَّعْبِير عَنهُ من الدعْوَة إِلَيْهِ وتأليف الْكتب عَن حقائقه وَأَحْكَامه وتاريخه. وَمَعَ هَذِه الدعْوَة إِلَى الْإِسْلَام بجملته فقد كَانَت هُنَاكَ نقاط هِيَ أبرز من غَيرهَا فِي تفكيره وَهُوَ أَشد اعتناء بهَا من غَيرهَا وأهم هَذِه النواحي هِيَ مَا يَلِي:
السلفية الصافية: كَانَ رَحمَه الله من أَشد أنصار السلفية النقية فِي العقيدة وَالْعِبَادَة, وَهَذِه سمة بارزة فِي كل كتاباته، وَقد تحصلت لَدَيْهِ هَذِه الفكرة ونما عِنْده هَذَا الاتجاه لِأَنَّهُ قَرَأَ فِي شبابه فِي دمشق كثيرا من مؤلفات شيخ الْإِسْلَام ابْن تَيْمِية المطبوع مِنْهَا والمخطوط فِي المكتبة الظَّاهِرِيَّة وَذَلِكَ بِوَاسِطَة شَيْخه المرحوم الشَّيْخ طَاهِر الجزائري, وظل مقتنعاً بِهَذَا الاتجاه قوي الْإِيمَان بِهِ, مدافعاً عَنهُ بقلمه وَلسَانه, متصدياً لكل من يتَعَرَّض لَهُ, مروجاً للكتب المهمة الَّتِي تدعوا إِلَيْهِ, وَقد كَانَ لَهُ فضل كَبِير فِي تنمية هَذَا الاتجاه لدي ورعايته فِي نَفسِي, فجزاه الله عني وَعَن الْمُسلمين وَعَن الْإِسْلَام خيرا.
الْوُقُوف فِي وَجه الباطنية والرافضة: من أهم المواضيع الَّتِي فازت بالكثير من اهتمام المرحوم مَوْضُوع الرافضة والباطنية وَلَقَد كَانَ شَدِيد الْعِنَايَة بِهَذَا الْمَوْضُوع متتبعاً لمراحل كيد الرافضة لِلْإِسْلَامِ, وَاقِفًا على الْأُصُول الَّتِي يقوم عَلَيْهَا باطلهم مدْركا خطرهم الْعَظِيم على الْإِسْلَام فِي الْمَاضِي والحاضر, ودورهم الْكَبِير فِي تَحْرِيف العقيدة الإسلامية الصَّحِيحَة, وتشويه التَّارِيخ الإسلامي الْمشرق, وَكَانَت لَدَيْهِ الْأُصُول الخطية والمطبوعة من كتب الرَّفْض والباطنية، وَكَثِيرًا مَا أطْلعنَا على مخازيهم من كتبهمْ, وَفِي اعتقادي أَن محب الدّين رَحمَه الله كَانَ يسْقط عَن الْمُسلمين فرض كِفَايَة فِي تصديه لحملات الباطنية على الْإِسْلَام وَفِي وُقُوفه على الدوافع الْحَقِيقَة لتِلْك الحملات وإحاطته مراحل سريان سرطان هَذِه الْفرق الصالة وسمومها فِي عقيدة الْمُسلمين وتاريخهم, وَكَانَ يَقُول: "إِن الرَّفْض والباطنية تَعْبِير عَن الحقد الدفين والمرير فِي قُلُوب الْمَجُوس وَالْيَهُود على صحابة رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لأَنهم أَقَامُوا الْمَسْجِد الْأَقْصَى على أنقاض هيكل سُلَيْمَان, وأخمدوا نَار الْمَجُوس إِلَى الْأَبَد, وحينما جبنوا عَن مجابهة الْإِسْلَام وَجها لوجه دخلُوا فِي سراديب تَحت الأَرْض وأعلنوا على الْإِسْلَام وَحَمَلته حَربًا ضروسا دامية مازالت تتوقد نارها ويزداد أوراها على مدى هَذِه الْقُرُون المتطاولة من تَارِيخ الْإِسْلَام, وَفِي السنوات الْأَخِيرَة اسْتَطَاعَ الرافضة فِي ظروف أَن يفتتحوا فِي الْقَاهِرَة دَارا سَموهَا دَار التَّقْرِيب، وَهِي أَجْدَر أَن تسمي بدار التخريب لِأَن غايتها الأولي والأخيرة هِيَ تخريب عقائد الْمُسلمين وتقريبهم
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute