تأتي لمعان، واستعمالات؛ فتأتي للملك، كما في قوله تعالى:{أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ}[الكهف: ٧٩] يعني: يملكونها. وتأتي للاختصاص - وهو شبه الملك - وتأتي للاستحقاق، كما في قوله تعالى: الْحَمْدُ لِلَّهِ يعني: أن جميع أنواع المحامد مستحقة لله - جل وعلا -.
واللام في قوله سبحانه {وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ}[الأنعام: ١٦٢] مع أنها واحدة، لكن يكون معناها برجوعها للأول غير معناها برجوعها للمحيا والممات، فإن الله - جل وعلا - قال في هذه الآية من آخر سورة الأنعام:{قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ}[الأنعام: ١٦٢] والمحيا والممات يعني: الإحياء والإماتة، وهذه بيد الله - جل وعلا - وملك له، فهو الذي يملكها سبحانه؛ لأنها من أفراد ربوبيته - جل وعلا - على خلقه، فهذه الآية بما اشتملت عليه من هذه الألفاظ الأربع دلت على توحيد الإلهية، وعلى توحيد الربوبية فقوله:{قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي}[الأنعام: ١٦٢] يدل على توحيد العبادة، وقوله {وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي}[الأنعام: ١٦٢] يدل على توحيد الربوبية، واللام في قوله: لِلَّهِ إذا أرجعتها للأوليين وهما: الصلاة، والنسك، كان معناها: الاستحقاق، وإذا أرجعتها للأخير كان معناها الملك ولهذا يقول أهل التفسير هنا:{قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي}[الأنعام: ١٦٢] لله استحقاقا، {وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي}[الأنعام: ١٦٢] لله ملكا، وتدبيرا، وتصرفا.