ومن الأدلة والبراهين أيضا: أن الله - جل وعلا - له الأسماء الحسنى، وله الصفات العلى، وأنه ذو النعوت الكاملة، وذو النعوت الجليلة، فنعوت الجلال، والجمال والكمال له سبحانه، وهو سبحانه له الكمال المطلق في كل اسم له، وفي كل نعت ووصف له، فله الكمال المطلق، الذي لا يعتريه نقص بوجه من الوجوه.
فهذا الباب ذكر فيه الشيخ - رحمه الله - أحد أنواع أدلة الربوبية، أو براهين التوحيد، وأنه - جل وعلا - هو الواحد في ربوبيته، والباب الذي يلي هو باب قول الله تعالى:{حَتَّى إِذَا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ قَالُوا الْحَقَّ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ}[سبأ: ٢٣][سبأ: ٢٣] ، وفيه دليل على عظمة الله - جل وعلا - في صفاته، ففي هذا الكتاب تنويع براهين توحيد العبادة بأدلة متنوعة من القرآن - كما سيأتي - إن شاء الله تعالى.
ذكرنا أن هذا الباب مع الباب الذي يليه من كتاب التوحيد هما برهان للتوحيد، وبرهان لاستحقاق الله - جل وعلا - العبادة وحده، وحجة دامغة على بطلان عبادة ما سواه، وهذا البرهان هو: تقرير أن الله - جل وعلا - واحد في ربوبيته، ودليل ذلك: الفطرة، والعقل، والنص من الكتاب والسنة، فلا أحد ينكر أن الله - جل وعلا - هو مالك الملك، وهو الذي بيده تصريف