ليست في الانتفاع بالإخراج من النار، إنما هي في تخفيف العذاب، خاصة بالنبي عليه الصلاة والسلام بما أوحى الله - جل وعلا - إليه، وأذن له بذلك.
ثم قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - في آخر كلامه:" وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم أنها لا تكون إلا لأهل التوحيد والإخلاص "، وهذه هي الشفاعة المثبتة بشرط الرضا. فتبين بهذا الباب أن الشفاعة التي تعلقت بها قلوب أولئك الخرافيين المشركين باطلة؛ وأن قولهم:{هَؤُلَاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ}[يونس: ١٨][يونس: ١٨] قول باطل؛ إذ الشفاعة التي تنفع إنما هي لأهل الإخلاص ثم إن طلبها وسؤالها من غير الله تعالى مؤذن بحرمانهم إياها، ما داموا طلبوها من غير الله، ووقعوا في الشرك الصريح.
وخلاصة الباب: أن تعلق أولئك بالشفاعة عاد عليهم بعكس ما أرادوا، فإنهم لما تعلقوا بالشفاعة حرموها؛ لأنهم تعلقوا بشيء لم يأذن الله - جل وعلا - به شرعا؛ حيث استخدموا الشفاعات الشركية، وتوجهوا إلى غير الله، وتعلقت قلوبهم بهذا الغير.
مناسبة هذا الباب لكتاب التوحيد:
أن الهداية من أعز المطالب، وأعظم ما تعلق به المتعلقون بغير الله؛ أن يحصل لهم النفع الدنيوي والأخروي من الذين توجهوا إليهم، واستشفعوا