للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

[التمهيد لشرح كتاب التوحيد]

عظيمة، لا تقابلها معصية إلا وأحرق نور تلك الحسنة أثر المعصية إذا كمل ذلك النور.

فهذا هو المقصود بقوله: " باب فضل التوحيد وما يكفر من الذنوب "؛ فمن كمل التوحيد بأنواعه الثلاثة - أعني: توحيد الربوبية، وتوحيد الإلهية، وتوحيد الأسماء والصفات -: فإنه تكفر عنه ذنوبه، كما سيأتي بيانه في الباب بعده: أنه من حقق التوحيد: دخل الجنة بغير حساب.

فكلما زاد التوحيد محي من الذنوب بمقدار عظمه، وكلما زاد التوحيد أمن العبد في الدنيا وفي الآخرة بمقدار عظمه، وكلما زاد العبد في تحقيق التوحيد كان متعرضا لدخول الجنة على ما كان عليه من العمل؛ فلهذا ساق الإمام - رحمه الله - آية الأنعام، فقال: (باب فضل التوحيد وما يكفر من الذنوب، وقول الله تعالى) ثم ذكر الآيات.

ومن العلماء من قال: إن (ما) في قوله: (وما يكفر من الذنوب) موصول حرفي.

وقول الله تعالى: {الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ} [الأنعام: ٨٢] [الأنعام: ٨٢] . الظلم هنا: هو الشرك، كما جاء في تفسير ذلك في الصحيحين من حديث ابن مسعود، «أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في هذه الآية حينما استعظم الصحابة هذه الآية، وقالوا: يا رسول الله، أينا لم يلبس إيمانه بظلم؟ ! فقال: ليس الذين تذهبون إليه، الظلم: الشرك، ألم تسمعوا لقول العبد الصالح: {إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ} [لقمان: ١٣] » [لقمان: ١٣] (١) فالظلم


(١) رواه البخاري (٣٢) ، (٣٣٦) ، (٣٤٢٨) ، ومسلم (١٢٤) .

<<  <   >  >>