للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

[التمهيد لشرح كتاب التوحيد]

وقوله: " باب ما جاء" يعني: من النصوص في الكتاب وفي السنة.

وقوله: " أن بعض هذه الأمة" نص على وقوع ذلك من بعضهم، لا من كلهم؛ لأن عبادة الأوثان لم تكن من الأمة كلها، وإنما كانت من بعض هذه الأمة، وإلا فلا تزال طائفة من هذه الأمة ظاهرة على الحق كما قال -عليه الصلاة والسلام-. «ولا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم إلى قيام الساعة» .

والمقصود ب " بعض هذه الأمة": ذلك البعض المرذول، فنفهم من هذا أن هناك من الأمة من يقوم بالاستمساك بالأمر الأول الذي كان عليه الرسول صلى الله عليه وسلم وكان عليه صحابته، في أمر التوحيد، وأمر العبادة والسنن.

لكن هل المقصود بقوله. " هذه الأمة". أمة الدعوة أو أمة الإجابة؟

إذا قلنا: أمة الدعوة. فلا شك أن هناك من أمة الدعوة- وهم جميع الجن والإنس- من عبد الأوثان، واستمر على عبادتها، بعد بعثة النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يرض ببعثته، ولم يقبل ذلك.

وإذا قلنا: إن المراد بالأمة أمة الإجابة، يعني: أن من أجاب الرسول صلى الله عليه وسلم في دعوته، تتقادم بهم العهود، حتى يرتدوا على أدبارهم، ويتركوا دينهم، كما جاء في بابٍ سلف في أن سبب كفر بني آدم، وتركهم دينهم الغلو في الصالحين، لكن الظاهر هنا أن قوله: " بعض هذه الأمة يعبد الأوثان " يعني به أمة الإجابة في أنهم يتركون دينهم، ويتوجهون إلى الأوثان ويعبدونها.

و" الأوثان ": جمع وثن، والوثن هو: كل شيء توجه إليه الناس بالعبادة، إما بأن يدعوه مع الله- جل وعلا- أو أن يستغيثوا به، أو أن يعتقدوا فيه أنه

<<  <   >  >>