للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

[التمهيد لشرح كتاب التوحيد]

ينفع ويضر بدون إذن الله- جل وعلا- أو أنه يرجى رجاء العبادة، ويخاف منه كخوف الله- جل وعلا- أي: خوف السر، ونحو ذلك من التوجهات، والعبادات، فمن اعتقد فيه شيء من ذلك فهو وثن من الأوثان، وقد يكون راضيا بتلك العبادة، وقد لا يكون راضيا.

والوثن ليس هو المصور على شكل صورة، بل الصنم هو ما كان على شكل صورة- كما سبق أن ذكرنا- فالفرق بين الأوثان والأصنام. أن الأصنام هي: الآلهة التي صورت على شكل صور، كأن يجعل لنبي من الأنبياء صورة ويعبدها، أو يجعل لرجل من الرجال- كبوذا ونحوه- صورة ويسجد لها، ويعبدها، فهذه تسمى أصناما. أما الأوثان فهي الأشياء المعبودة أيا كانت؛ فقد تكون جدارا، أو قبرا، أو رجلا ميتا، أو صفة من الصفات يتخذها معبودة من دون الله. فكل ما توجه إليه العباد بنوع من أنواع العبادة: فهو وثن من الأوثان.

قوله: " وقول الله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ} [النساء: ٥١] [النساء: ٥١] الجبت: اسم عام لكل ما فيه مخالفة لأمر الله- جل وعلا- وأمر رسوله صلى الله عليه وسلم في الاعتقاد، فقد يكون الجبت سحرا- وهذا هو الذي فسر به كثير من السلف الجبت، وقد يكون الجبت الكاهن، وقد يكون الجبت الشيء المرذول الذي يضر صاحبه.

ومعنى قوله: {يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ} [النساء: ٥١] يعني: يؤمنون بالسحر، ويؤمنون بالباطل، وبعبادة غير الله- جل وعلا-.

<<  <   >  >>