للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

[التمهيد لشرح كتاب التوحيد]

فمن الذين غلبوا على الأمر؟ اختلف المفسرون في ذلك:

فقال قائلون: هم المسلمون- مسلمو ذلك الزمان- حصل منهم تعظيم لأصحاب الكهف، فقالوا: {ابْنُوا عَلَيْهِمْ بُنْيَانًا} [الكهف: ٢١] [الكهف: ٢١] وقالوا: {لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَسْجِدًا} [الكهف: ٢١] تعظيما لهم ودلالة للناس عليهم، فإذا كان هذا القول راجحا فإنه من وسائل الشرك بالله ويؤدي إلى عبادة تلك القبور والاعتقاد في أصحاب الكهف، وهذا القدر حصل في هذه الأمة.

والقول الثاني: أن الذين غلبوا على أمرهم هم المشركون، يعني: أتباع ذلك الدين لاعتقادهم الجاهلي، ولما في قلوبهم من الشرك والبدع التي خالفوا بها أنبياءهم، قالوا {لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَسْجِدًا} [الكهف: ٢١] والقول الثالث: - وهو الذي رجحه ابن كثير -رحمه الله- ورجحه عدد أيضا من أهل العلم- أن الذين غلبوا على أمرهم هم الكبراء، والأمراء، وأصحاب النفوذ فيهم، لأن الذي له الغلبة في الأمر هو من يملك الأمر والنهي في المنكر وهم الكبراء، وأصحاب النفوذ، وملوك ذلك الزمان، وأمراؤه، عظموا هؤلاء الصالحين وقالوا {لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَسْجِدًا} [الكهف: ٢١] وقد حصل هذا في تلك الأمة، وما دام أنه حصل فإنه سيحصل في هذه الأمة؛ لأنه ما من خصلة من الشرك حصلت في الأمم قبلنا إلا وحصلت في هذه الأمة حتى ادعى بعض هذه الأمة أنه الله- جل وعلا- وأن الله يحل فيه ونحو ذلك،

<<  <   >  >>