بل قد ادعوا أن روح الإله تتناسخ في أناس معنيين كما هو اعتقاد طوائف من الباطنيين ونحو ذلك، وهذا كما قال -عليه الصلاة والسلام-: «لتتبعن سنن من كان قبلكم حذو القذة بالقذة» .
قوله:(سنن) يروى بضم السين وفتح النون، وهو: جمع سنة، وهي. الطريقة، يعني كأنه قال: لتتبعن طرائق من كان قبلكم يعني في الدين. ويروى بفتح السين والنون معا، وهو على هذه الرواية مفرد، ومعناه: السبيل والطريق، يعني: لتتبعن سبيل من كان قبلكم.
واللام في قوله:" لتتبعن " هي الواقعة في جواب القسم، فيفهم من ذلك أن النبي -عليه الصلاة والسلام- أقسم على ذلك، فقال مؤكدا: والله لتتبعن سنن من كان قبلكم.
وإنما أقسم -عليه الصلاة والسلام- ليؤكد هذا الأمر تأكيدا عظيما، وأن هذه الأمة ستتبع- لا محالة- طريق وسبيل من كان قبلها من الأمم، وهذا تحذير لأن الأمم السالفة إما أن يكونوا من أهل الكتاب اليهود والنصارى، وهؤلاء قد وصفهم الله- جل وعلا- بأنهم مغضوب عليهم وضالون، فإذا اتبعت هذه الأمة سبيلهم، فمعنى ذلك أنها تعرضت للغضب واللعنة، وقد وجد في هذه الأمة من سلك سبيل اليهود، ومن سلك سبيل النصارى؛ ولهذا قال بعض السلف: من فسد من علمائنا ففيه شبه من اليهود، ومن فسد من عبادنا ففيه شبه من النصارى؛ لأن اليهود خالفوا على علم، والنصارى خالفت على ضلالة وقد قال- جل وعلا-: {غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ}[الفاتحة: ٧][الفاتحة: ٧] والمغضوب عليهم هم اليهود، والضالون هم النصارى كما فسرها النبي صلى الله عليه وسلم "