للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

[التمهيد لشرح كتاب التوحيد]

والأئمة المضلون يملكون زمام الناس، فيضلون الناس بالبدع وبالشركيات، ويحسنونها لهم حتى تغدو في أعينهم حقا، وكذلك أصحاب النفوذ وأصحاب الحكم فإنهم إذا كانوا مضلين فإن بيدهم الأمر الذي يجعلهم يفرضون على الناس أمورا ويلزمونهم بأشياء مضادة لشرع محمد صلى الله عليه وسلم من أمور العقيدة والتوحيد، ومن أمور السلوك والعمل، ومن أمور الحكم والتحاكم، وهكذا وقع في هذه الأمة ما خاف منه -عليه الصلاة والسلام-، فكثر الأئمة المضلون في الأمة: الأئمة المضلون من جهة الاتباع، والأئمة المضلون من جهة الطاعة.

قوله: «وإذا وقع عليهم السيف لم يرفع إلى يوم القيامة ولا تقوم الساعة حتى يلحق حي من أمتي بالمشركين، وحتى تعبد فئام من أمتي الأوثان» : هذا نص صحيح من رواية البرقاني في صحيحه. فهل المراد من قوله: «حتى يلحق حي من أمتي بالمشركين» أن هذا الحي يترك بلاد المسلمين، ويذهب إلى أرض المشركين؟ أو أنه يلحق بالمشركين في الصفات والخصال؟ يحتمل هذا وهذا.

قوله: «وحتى تعبد فئام من أمتي الأوثان» الفئام، هي الجماعات الكبيرة، وهذا ظاهر المناسبة لقول الشيخ -رحمه الله- في الباب " باب ما جاء أن بعض هذه الأمة يعبد الأوثان ".

قوله -عليه الصلاة والسلام- في هذا الحديث. «ولا تزال طائفة من أمتي على الحق منصورة لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله تبارك وتعالى» هذه الطائفة المنصورة هي التي قال فيها -عليه الصلاة والسلام- في حديث آخر.

<<  <   >  >>