وكالذهاب إلى الأولياء، وطلب المدد منهم، أو طلب الإغاثة منهم، فإنه يوكل إلى المخلوق، ومن يوكل إلى المخلوق فإنه يضره ذلك أعظم الضرر، كما قال- جل وعلا-: {يَدْعُو لَمَنْ ضَرُّهُ أَقْرَبُ مِنْ نَفْعِهِ}[الحج: ١٣][الحج: ١٣] .
قوله: " وعن ابن مسعود -رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:«ألا هل أنبئكم ما العضه؟ هي النميمة القالة بين الناس» رواه مسلم (١) .
قوله: العضه هكذا تروى في كتب الحديث (العَضْهُ) ، وفي كتب غريب الحديث واللغة تنطق هكذا (العِضَه) لأشباهها في وزنها، وهي كما فسرها النبي -عليه الصلاة والسلام-: النميمة القالة بين الناس.
وأصل العضه في اللغة يطلق على أشياء، منها السحر، والنميمة والقالة بين الناس نوع من أنواع السحر، وهي كبيرة من الكبائر، ومحرم من المحرمات. ووجه الشبه بين النميمة وبين السحر: أن تأثير السحر في التفريق بين المتحابين، أو في جمع المتفرقين، تأثيره على القلوب خفي، وهكذا عمل النمام، فإنه يفرق بين الأحباب لأجل كلام يسوقه لهذا وكلام يسوقه لذاك، فيفرق بين القلوب ويجعل العداوة والبغضاء بين قلب هذا وهذا، كما قال - جل وعلا- عن السحر:{فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ}[البقرة: ١٠٢][البقرة: ١٠٢] ، والنميمة هي القالة بين الناس، وهي من أنواع السحر، وكبيرة من الكبائر، والكبائر من أعظم الذنوب العملية.