للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

[التمهيد لشرح كتاب التوحيد]

لا. قيل: هل أنت طبيب تطب ذلك المسحور؟ فإن قال: لا. فهو إذا ساحر؛ لأنه إذا لم يستخدم الطريقة الثانية فإنه لا يمكن أن يحل السحر إلا ساحر؛ لأنه فك أثر الجن في ذلك السحر، ولا يمكن إلا عن طريق شياطين الجن الذين يؤثرون في ذاك.

" عن جابر «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن النشرة فقال: " هي من عمل الشيطان» (١) هذا سؤال عما كان معهودا معروفا عندهم في هذا الاسم وهو اسم النشرة، والذي كان معروفا معهودا هو أن النشرة إنما هي من جهة الساحر، لأنها- عند العرب- حل السحر بمثله؛ لهذا «لما سئل النبي -عليه الصلاة والسلام- عن النشرة قال. " هي من عمل الشيطان» قال العلماء: (ال) أو لام التعريف في قوله " النشرة " هذه للعهد، يعني: النشرة المعهود استعمالها، وهي حل السحر بمثله، فقال -عليه الصلاة والسلام-. «هي من عمل الشيطان» ؛ لأن رفع السحر لا يكون إلا بعمل شيطان جني؛ ولهذا قال -عليه الصلاة والسلام-: " هي " يعني: الرفع والنشر " من عمل الشيطان" لأن العقد أصلا من عمل الشيطان، والرفع والنشر من عمل الشيطان، فإذا هو سؤال عن النشرة التي كانت تستخدم في الجاهلية.

" رواه أحمد بسند جيد، وأبو داود، وقال: سئل أحمد عنها فقال: ابن مسعود يكره هذا كله " (٢) وقوله: " يكره هذا كله " يعني: أن تكون


(١) أحمد في المسند ٣ / ٢٩٤ وأبو داود (٣٨٦٨) والبيهقي في السنن ٩ / ٣٠١.
(٢) انظر الآداب الشرعية لابن مفلح ٣ / ٧٧.

<<  <   >  >>