للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

[التمهيد لشرح كتاب التوحيد]

" وقول الله تعالى: {أَلَا إِنَّمَا طَائِرُهُمْ عِنْدَ اللَّهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ} [الأعراف: ١٣١] [الأعراف: ١٣١] . هذا مقطع من آية في سورة الأعراف أولها: {فَإِذَا جَاءَتْهُمُ الْحَسَنَةُ قَالُوا لَنَا هَذِهِ وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَطَّيَّرُوا بِمُوسَى وَمَنْ مَعَهُ أَلَا إِنَّمَا طَائِرُهُمْ عِنْدَ اللَّهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ} [الأعراف: ١٣١] يعني إذا أتاهم خصب وسعة وزيادة في الأرزاق {قَالُوا لَنَا هَذِهِ} [الأعراف: ١٣١] يعني: نحن المستحقون لها {وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ} [الأعراف: ١٣١] يعني: أصابهم جدب، أو نقص في الأرزاق، أو بلاء، قالوا: هذا بسبب شؤم موسى ومن معه، فهم الذين بسببهم وبسبب أقوالهم وأعمالهم حصل لنا هذا السوء وهذه الويلات، فتطيروا بهم، يعني: جعلوهم سببا لما حصل لهم، قال- جل وعلا-: {أَلَا إِنَّمَا طَائِرُهُمْ عِنْدَ اللَّهِ} [الأعراف: ١٣١] طائرهم، يعني: ما يطير عنهم من عمل صالح أو طالح، وأنهم يستحقون الحسنات أو يستحقون السيئات، كل هذا عند الله- جل وعلا-، أو أن معنى قوله {أَلَا إِنَّمَا طَائِرُهُمْ عِنْدَ اللَّهِ} [الأعراف: ١٣١] يعني: أن سبب ما يأتيهم من الحسنات أو ما يأتيهم من السيئات، أن ذلك من جهة القضاء والقدر، فهو عند الله- جل وعلا-.

ومناسبة هذه الآية لهذا الباب: أن هذا التطير من صفات أعداء الرسل، ومن خصال المشركين، وإذا كان كذلك فهو مذموم، ومن خصال المشركين الشركية، وليست من خصال أتباع الرسل، وأما أتباع الرسل فإنهم يعلقون ذلك بما عند الله من القضاء والقدر، أو بما جعله الله -جل وعلا- لهم من

<<  <   >  >>