الجاهلية إذا ظهر من يعيدها إلى أهل الإسلام بعد أن أنقذهم الله من ذلك ببعثة النبي -عليه الصلاة والسلام- وظهور القرآن والسنة وبيان الأحكام فإنه مبتغ في الإسلام سنة الجاهلية، وهو من أبغض الرجال إلى الله- جل وعلا-. فقوله:" من أمر الجاهلية " هذا دليل الذم، وليس الإخبار بأنها باقية دليل الإباحة.
قوله:"- لا يتركونهن: الفخر بالأحساب " يعني على وجه التكبر والرفعة.
" والطعن في الأنساب " أي: النيل، والقدح في أنساب الناس من غير دليل شرعي، ومن غير حاجة شرعية، فإن القاعدة التي ذكرها الإمام مالك وغيره من أهل العلم: أن الناس مؤتمنون على أنسابهم، فإذا كان لا يترتب على ذكر النسب أثر شرعي، من إعطاء حق لغير أهله، أو بميراث، أو بعقد نسبة، أو بزواج، ونحو ذلك، فإن الناس مؤتمنون على أنسابهم أما إذا كان له أثر فلا بد من الإثبات، لا سيما إذا كان مخالفا لما هو شائع متواتر عند الناس، فالطعن في الأنساب من أمور الجاهلية.
" والاستسقاء بالنجوم ": وهو نسبة السقيا إلى النجوم، ويشمل ما هو أعظم من ذلك وهو أن تطلب السقيا من النجم، كحال الذين يعتقدون أن الحوادث الأرضية تحصل بالنجوم نفسها، وأن النجوم هي التي تحدث المقدرات الأرضية، والمنفعلات الأرضية.
قوله: " والنياحة، ثم قال:«النائحة إذا لم تتب قبل موتها تقام يوم القيامة وعليها سربال من قطران، ودرع من جرب» رواه مسلم (١) .