للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

[التمهيد لشرح كتاب التوحيد]

يديه تلك النعم سببا من الأسباب، فإنه لا ينسبها إلى غير الله- جل وعلا- كيف وأن النجوم ليست بسبب أصلا. ففي ذلك نوعان من التعدي:

١ - أنها ليست بأسباب أصلا.

٢ - أن تجعل أسبابا لم يجعلها الله- جل وعلا- أسبابا، وتنسب النعم والفضل والسقيا إليها، وهذا مناف لكمال التوحيد وكفر أصغر بالله- جل وعلا-.

" وقول الله تعالى: {وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ} [الواقعة: ٨٢] قال علماء التفسير: معنى هذه الآية: وتجعلون شكر رزقكم، أي شكر ما رزقكم الله من النعم ومن المطر أنكم تكذبون بأن النعمة من عند الله بنسبتها لغير الله- جل وعلا- وإضافتها إلى الأنواء، والواجب- شكرا لنعم الله جل وعلا، وشكرا لله جل وعلا، على ما رزق وأنعم وتفضل-، أن تنسب النعم جميعا إلى الله، وأن ينسب الفضل إلى الرب وحده، دون ما سواه.

" وعن أبي مالك الأشعري -رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «أربع في أمتي من أمر الجاهلية لا يتركونهن» قوله: " من أمر الجاهلية " هذا دليل على ذمها وأنها من شعب الجاهلية، ومن المعلوم أن شعب الجاهلية جميعا يجب الابتعاد عنها؛ لأن خصال أهل الجاهلية مذمومة، كما جاء في صحيح البخاري من حديث ابن عباس أن النبي -عليه الصلاة والسلام- قال: «أبغض الرجال إلى الله ثلاثة: ملحد في الحرم، ومطلب دم امرئ بغير حق ليهريق دمه، ومبتغ في الإسلام سنة الجاهلية» (١) فكل شعبة من شعب أهل


(١) أخرجه البخاري (٦٨٨٢) .

<<  <   >  >>