" باب قول الله تعالى:{إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ}[آل عمران: ١٧٥][آل عمران: ١٧٥] .
وجه الاستدلال من هذه الآية: أنه قال: {فَلَا تَخَافُوهُمْ}[آل عمران: ١٧٥] وهذا نهي عن إنزال عبادة الخوف بغيره، فهذا يدل على أنه نهي عن أحد أفراد الشرك.
قوله:{وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ}[آل عمران: ١٧٥] أمر بالخوف منه جل وعلا، فدل على أن الخوف عبادة من العبادات، وتوحيد الله بهذه العبادة توحيد، وإشراك غير الله معه في هذه العبادة شرك؛ والخوف من الخلق- كما ذكرنا- في ترك فريضة الجهاد، إنما يكون من جراء الشيطان، فالشيطان هو الذي يخوف المؤمنين من أوليائه، ويخوف أهل التوحيد وأهل الإيمان من أعداء الله- جل وعلا- لكي يتركوا الفريضة؛ فلهذا كان ذلك الخوف محرما، يعني: الخوف من الأعداء الذي يترتب عليه ترك فريضة من فرائض الله من الجهاد وغيره، والواجب ألا يخاف العبد إلا ربه- جل وعلا- وأن ينزل خوفه به، وألا يخاف أولياء الشيطان.
وقوله -جل وعلا- هنا:{إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ}[آل عمران: ١٧٥] معناها على الصحيح من التفسير أو على الراجح: يخوفكم أولياءه، يعني: يخوف أهل الإيمان أولياء الشيطان، ففاعل يخوف ضمير يعود على الشيطان، والمفعول الأول محذوف دل عليه السياق، والتقدير: يخوف الشيطان الناس أولياءه، يعني: يجعل الشيطان أهل التوحيد في خوف من أعدائهم؛ لهذا قال