" وقوله: {إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ}[التوبة: ١٨][التوبة: ١٨] : وجه الدلالة من الآية قوله {وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ}[التوبة: ١٨] وهذا نفي واستثناء، وتقدم أن مجيء أداة الاستثناء بعد النفي يدل على الحصر والقصر، فالآية دالة بظهور على أن الخشية يجب أن تكون من الله، وأن الله أثنى على أولئك لأنهم جعلوا خشيتهم لله وحده دون ما سواه، والخشية أخص من الخوف.
وقوله:{وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ فَإِذَا أُوذِيَ فِي اللَّهِ جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذَابِ اللَّهِ}[العنكبوت: ١٠][العنكبوت: ١٠] : قوله: {جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذَابِ اللَّهِ}[العنكبوت: ١٠] بأن خاف منها، وترك ما أوجب الله عليه، أو أقدم على ما حرم الله عليه، خشية من كلام الناس.
" وعن أبي سعيد -رضي الله عنه- مرفوعا: «إن من ضعف اليقين أن ترضي الناس بسخط الله، وأن تحمدهم على رزق الله، وأن تذمهم على ما لم يؤت الله، إن رزق الله لا يجره حرص حريص، ولا يرده كراهية