أن يتخلى شيئا فشيئا عن مراقبة الله - جل وعلا - ويتجه إلى مراقبة المخلوقين؛ لذلك صار أخوف عند النبي صلى الله عليه وسلم علينا من المسيح الدجال، ثم فسره بقوله:«الشرك الخفي يقوم الرجل فيصلي فيزين صلاته لما يرى من نظر رجل»
هذا الباب باب عظيم من أبواب هذا الكتاب ترجمه الإمام - رحمه الله - بقوله:" باب من الشرك إرادة الإنسان بعمله الدنيا "
" من الشرك " يعني: من الشرك الأصغر أن يريد الإنسان بأعماله التي يعملها من الطاعات الدنيا ولا يريد بها الآخرة، وإرادة الإنسان الدنيا، يعني: ثواب الدنيا، فهو أعم من حال الرياء، فالرياء حالة واحدة من أحوال إرادة الإنسان الدنيا، فهو يصلي أو يزيد ويزين صلاته لأجل الرؤية ولأجل المدح، لكن هناك أحوال أخر لإرادة الناس بأعمالهم الدنيا، فلهذا عطف الشيخ - رحمه الله - هذا الباب على الذي قبله ليبين أن إرادة الإنسان الدنيا تأتي في أحوال كثيرة أعم من حال الرياء بخاصة، لكن الرياء جاء فيه الحديث وخافه النبي عليه الصلاة والسلام على أمته، فهو في وقوعه كثير والخوف منه جلل.
وهذا الباب اشتمل على الحكم بأن إرادة الإنسان بعمله الدنيا من الشرك.
وقوله:" إرادة الإنسان " يعني: أن يعمل العمل وفي إرادة، أي الذي بعثه على العمل ثواب الدنيا، فهذا من الشرك بالله - جل جلاله - وسيأتي تفصيل أحوال ذلك.