للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

[التمهيد لشرح كتاب التوحيد]

ولا ينتفع منه، ويؤزر على إشراكه وعلى مراءاته في العبادات البدنية. أما العبادات المالية فيختلف الحال عن ذلك.

قوله: «من عمل عملا أشرك فيه معي غيري تركته وشركه» : يعني بجميع أنواع المشركين وبجميع أنواع الأعمال؛ لأن (عملا) في قوله: " من عمل عملا " نكرة جاءت في سياق الشرط، فعمت جميع الأعمال: الأعمال البدنية، والأعمال المالية، والأعمال التي اشتملت على مال وبدن، فالبدنية: كالصلاة والصيام، والمالية: كالزكاة والصدقة، والمشتملة على بدن ومال: كالحج والجهاد ونحو ذلك، والمقصود من قوله: " من عمل عملا " أنه أنشأه " أشرك فيه معي غيري " جعله لله ولغير الله جميعا، فإن الله - جل وعلا - أغنى الشركاء عن الشرك، لا يقبل إلا ما كان له وحده سبحانه وتعالى.

" وعن أبي سعيد مرفوعا: «ألا أخبركم بما هو أخوف عليكم عندي من المسيح الدجال؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: الشرك الخفي، يقوم الرجل فيصلي، فيزين صلاته لما يرى من نظر رجل» (١) هذا فيه بيان أن هذا النوع من الشرك هو أخوف على هذه الأمة عند النبي صلى الله عليه وسلم من المسيح الدجال؛ ذلك أن أمر المسيح أمر ظاهر بين، والنبي عليه الصلاة والسلام بين ما في شأنه، وبين صفته، وحذر الأمة منه، وأمرهم بأن يدعوا آخر كل صلاة، وأن يستعيذوا من شر المسيح الدجال، ومن فتنة المسيح الدجال، أما الرياء فإنه يعرض للقلب كثيرا، والشيطان يأتي إلى القلوب، وهذا الشرك يقود العبد إلى


(١) أخرجه أحمد في المسند ٣ / ٣٠، وابن ماجه (٤٢٠٤) .

<<  <   >  >>