العبودية درجات، منها: عبودية الشرك الأصغر، ومنها عبودية الشرك الأكبر، فالذي يشرك بغير الله - جل وعلا - الشرك الأكبر هو عابد له، كأهل الأوثان، وعبدة الأصنام، وعبدة الصليب، وكذلك من يعمل الشرك الأصغر، ويتعلق قلبه بشيء من الدنيا فهو عابد، لذلك يقال: عبد هذا الشيء؛ لأنه هو الذي حرك همته، ومعلوم أن العبد مطيع لسيده، أينما وجهه توجه، فهذا الذي حركته همته للدنيا وللدينار وللدرهم عبد لها؛ لأن همته معلقة بتلك الأشياء، وإذا وجد لها سبيلا تحرك إليها بدون النظر هل يوافق أمر الله - جل وعلا - أم لا يوافق أمر الله - جل وعلا - وشرعه؟ ! .
هذا الباب والأبواب بعده في بيان مقتضيات التوحيد، ولوازم تحقيق شهادة أن لا إله إلا الله، وأن شهادة أن لا إله إلا الله تقتضي وتستلزم أن يكون العبد مطيعا لله - جل وعلا - فيما أحل وما حرم، محلا للحلال محرما للحرام، لا يتحاكم إلا إليه - جل وعلا - ولا يحكم في الدين إلا شرع الله - جل وعلا.