- جل وعلا -: {اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ}[التوبة: ٣١][التوبة: ٣١] ، وما سيأتي من بيان حديث عدي بن حاتم رضي الله عنه.
قوله:" باب من أطاع العلماء والأمراء ": العلماء والأمراء هم أولو الأمر في قوله - جل وعلا -: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ}[النساء: ٥٩][النساء: ٥٩] قال العلماء: أولو الأمر يشمل من له الأمر في حياة الناس في دينهم - وهم العلماء - وفي دنياهم - وهم الأمراء -، وقد قال - جل وعلا -: {وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ}[النساء: ٥٩] ولم يكرر فعل الطاعة، قال ابن القيم وغيره: دل هذا على أن طاعة أولي الأمر ليست استقلالا وإنما يطاعون في طاعة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، فإذا أمروا بمعصية فإنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق.
والأمور الاجتهادية التي ليس فيها نص من الكتاب والسنة فإنهم يطاعون في ذلك؛ لأن الله أذن به، ولما في ذلك من المصالح المرعية في الشرع.
قوله:" في تحريم ما أحل الله ": يعني في تحريم الأمر الذي أحله الله، بحيث هناك حلال في الشرع فيحرمونه: أي يحرمه العالم، أو يحرمه الأمير، فيطيعه الناس، وهم يعلمون أنه حلال، لكن يطيعونه في التحريم، ومثاله: أن الله أحل أكل الخبز فيقولون: الخبز حرام عليكم دينا، فلا تأكلوه تدينا، ويحرمونه لأجل ذلك، فإن أطاعوهم كان ذلك طاعة لهم في تحريم ما أحل الله.