للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

[التمهيد لشرح كتاب التوحيد]

ما معنى الربوبية هنا؟ قال: الربوبية هنا بمعنى الألوهية؛، بمعنى المعبود؛ لأن من أطاع على ذلك النحو فقد عبد؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم لعدي حين. قال: " إنا لسنا نعبدهم " فعدي فهم من كلمة " أربابا " العبادة، وقال النبي صلى الله عليه وسلم مقررا لذلك: " أليس يحرمون " إلخ، فهو إقرار منه عليه الصلاة والسلام بأن معنى الربوبية هنا العبودية.

فلهذا قال الشيخ - رحمه الله - حينما سئل: الألوهية والربوبية أو كلمة الرب والإله من الألفاظ التي إذا اجتمعت افترقت، وإذا افترقت اجتمعت، يعني: كلفظ الفقير والمسكين، والإسلام والإيمان، ونحوهما؛ لأن الإله يطلق على المعبود، وجاء في نصوص كثيرة إطلاق الرب على المعبود كما ذكرنا في الآيات وفي الحديث، وكقوله عليه الصلاة والسلام في مسائل القبر: ". «فيأتيه ملكان فيسألانه من ربك؟» يعني: من معبودك؛ لأن الابتلاء لم يقع في الرب الذي هو الخالق الرازق المحيي المميت.

إذا لفظ (الرب) و (الإلهية) من الألفاظ التي إذا اجتمعت افترقت وإذا افترقت اجتمعت، فقد يطلق على الأرباب آلهة وعلى الآلهة أرباب، وهل هذا الإطلاق لأجل اللغة؟ يعني أن أصله في اللغة يدخل هذا في هذا وهذا في ذاك، أو أنه لأجل اللزوم والتضمن؟ الظاهر - عندي - الأخير، وهو أنه لأجل اللزوم والتضمن، فإن الربوبية مستلزمة للألوهية، والألوهية متضمنة للربوبية فإذا ذكر الإله فقد تضمن ذلك ذكر الرب، وإذا ذكر الرب استلزم ذلك ذكر الإله، ولهذا قال - جل وعلا - هنا: {وَلَا يَأْمُرَكُمْ أَنْ تَتَّخِذُوا الْمَلَائِكَةَ وَالنَّبِيِّينَ أَرْبَابًا} [آل عمران: ٨٠] [آل عمران: ٨٠]

<<  <   >  >>