للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

[التمهيد لشرح كتاب التوحيد]

يعني: آلهة؛ لاستلزام لفظ الربوبية للإلهية، وكذلك قوله: {اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا} [التوبة: ٣١] يعني: آلهة معبودين كما أتى تفصيله في الحديث.

" وقال ابن عباس: يوشك أن تنزل عليكم حجارة من السماء، أقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتقولون: قال أبو بكر وعمر " (١) هذا الحديث رواه الإمام أحمد بإسناد صحيح وإسناده: عن عبد الرزاق، عن معمر، عن طاوس، عن ابن عباس، أو نحو ذلك، وقد ذكر إسناده شيخ الإسلام ابن تيمية في موضع في الفتاوى بنصه، فذكر الإسناد والمتن، وغالب الذين خرجوا كتاب التوحيد قالوا: إن هذا الأثر لا أصل له بهذا اللفظ، وهذه جراءة منهم حيث إنهم ظنوا أن كل كتب الحديث بين أيديهم، ولو تتبعوا كتب أهل العلم لوجدوا أن إسناده والحكم عليه موجود في كتبهم.

ووجه الاستشهاد ما اشتمل عليه هذا الأثر، وهو قوله: " يوشك أن تنزل عليكم حجارة من السماء، أقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتقولون: قال أبو بكر وعمر "؛ لأن الواجب على المسلم إذا سمع حديثا عن النبي صلى الله عليه وسلم وعلم فقهه، أو بينه له أهل العلم ألا يترك ذلك الحديث وفقهه لقول أحد كائنا من كان، إذا كان الحديث ظاهرا في الدلالة على ذلك، وكان القول الآخر لا دليل عليه، أما إذا كانت المسألة اجتهادية في الحديث من جهة الفهم فهذا مجاله واسع، وابن عباس رضي الله عنهما يحمل كلامه هذا على أن هؤلاء الذين قالوا له


(١) أخرجه أحمد (٣١٢١) .

<<  <   >  >>