للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

[التمهيد لشرح كتاب التوحيد]

جلاله - متصف بالأسماء الحسنى وبالصفات العلى وأن لا يجحدوا شيئا من أسمائه وصفاته، فمن جحد شيئا من أسماء الله وصفاته فهو كافر؛ لأن ذلك صنيع الكفار والمشركين.

والإيمان بالأسماء والصفات يقوي اليقين بالله، وهو سبب لمعرفة الله، والعلم به، بل إن العلم بالله ومعرفة الله - جل وعلا - تكون بمعرفة أسمائه وصفاته، وبمعرفة آثار الأسماء والصفات في ملكوت الله - جل وعلا -، وهذا باب عظيم ربما يأتي له زيادة إيضاح عند " باب قول الله تعالى: {وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا} [الأعراف: ١٨٠] [الأعراف: ١٨٠] .

فتلخص من هذا أن لقوله: " باب من جحد شيئا من الأسماء والصفات " صلة وطيدة بكتاب التوحيد من جهتين:

الجهة الأولى: أن من براهين توحيد العبادة توحيد الأسماء والصفات.

الثانية: أن جحد شيء من الأسماء والصفات شرك وكفر مخرج من الملة، وأن من ثبت عنده الاسم، أو ثبتت الصفة، وعلم أن الله - جل وعلا - أثبتها لنفسه، وأثبتها له سوله صلى الله عليه وسلم ثم جحدها ونفاها أصلا، فإن هذا كفر؛ لأنه تكذيب بالكتاب وبالسنة.

" وقول الله تعالى: {وَهُمْ يَكْفُرُونَ بِالرَّحْمَنِ} [الرعد: ٣٠] [الرعد: ٣٠] . الآية "، الرحمن: من أسماء الله - جل وعلا - والمشركون والكفار في مكة كانوا يقولون: لا نعلم الرحمن إلا رحمن اليمامة، فكفروا باسم الله (الرحمن) ،

<<  <   >  >>