للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

[التمهيد لشرح كتاب التوحيد]

وهو الذي اتضح لك علمه، ومنه متشابه: وهو الذي اشتبه عليك علمه. وبهذا نعلم أنه ليس عند أهل السنة والجماعة - أتباع السلف الصالح - شيء من المتشابه المطلق الذي لا يعلمه أحد، بمعنى أنه لا توجد مسألة من مسائل التوحيد، أو من مسائل العمل يشتبه علمها على كل الأمة هذا لا يوجد، بل ربما اشتبه على بعض الناس وبعضهم يعلم المعنى كما قال - جل وعلا -: {وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ} [آل عمران: ٧] [آل عمران: ٧] على أحد وجهي الوقف، فهذا المتشابه الموجود الذي هو قسيم للمحكم قد يشتبه على بعض الناس، فإذا اشتبه عليك علم شيء من التوحيد أو من الشريعة فإن الواجب ألا تفرق عنده وألا تخاف وألا تتهم الشرع وإلا وقع في قلبك شيء من الزيغ؛ لأن الذين يتبعون المتشابه بمعنى: لا يؤمنون به، فإن هؤلاء هم الذين في قلوبهم زيغ، وهذا هو الذي عناه ابن عباس رضي الله عنهما حين قال: " يجدون رقة عند محكمه ويهلكون عند متشابهه " يريد به هذا الوجه من أن الذين يهلكون عند المتشابه هم أهل الزيغ الذين قال الله - جل وعلا - فيهم: {فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ} [آل عمران: ٧] [آل عمران: ٧] .

فأهل الزيغ يتبعون المتشابه ابتغاء أحد أمرين: إما أن يبتغوا بالمتشابه الفتنة، وإما أن يبتغوا به التأويل، والواجب أن يرد المتشابه إلى المحكم، فنعلم أن الشريعة يصدق بعضها بعضا، وأن التوحيد بعضه يدل على بعض، وكالقاعدة المعروفة في الصفات التي ذكرها عدد من

<<  <   >  >>