فالأول: المحكم كما قال - جل وعلا -: {الر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ - أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ}[هود: ١ - ٢][هود: ١-٢] فالقرآن كله محكم، بمعنى: أن معناه واضح، وأن الله - جل وعلا - أحكمه، فلا اختلاف فيه ولا تباين، وإنما يصدق بعضه بعضا كما قال - جل وعلا -: {وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا}[النساء: ٨٢][النساء: ٨٢] .
والقرآن والشريعة أيضا متشابهة كلها، بمعنى: أن بعضها يشبه بعضا، فهذا الحكم يشبه غيره، وهذه المسألة تشبه تلك؛ لأنها تجري معها في قاعدة واحدة، فنصوص الشريعة يصدق بعضها بعضا ويؤول بعضها إلى بعض وقد قال - جل وعلا -: {اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ}[الزمر: ٢٣][الزمر: ٢٣] فقال: {كِتَابًا مُتَشَابِهًا}[الزمر: ٢٣] فالقرآن متشابه، يعني: أن بعضه يشبه بعضا، فهذا خبر في الجنة، وهذا خبر في الجنة، وبعض الأخبار يفصل بعضا، وهذه قصة وهذه قصة، وكل تصدق الأخرى وتزيدها تفصيلا، وهكذا كل ما في القرآن.
والقرآن أيضا والشريعة والعلم منه محكم ومنه متشابه باعتبار آخر، كما جاء في آية آل عمران:{هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ}[آل عمران: ٧][آل عمران: ٧] ، فمنه محكم: