ألسنة كثير: وهذا باب ينبغي الاهتمام به وتنبيه الناس عليه؛ لأن نعم الله على أهل الإيمان في كل مكان كثيرة لا حصر لها؛ ولهذا يجب أن تنسب النعم إلى الله - جل وعلا - وأن يذكر بها وأن يشكر؛ لأن من درجات شكر النعمة أن تضاف إلى من أسداها كما قال تعالى:{وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ}[الضحى: ١١][الضحى: ١١] ، فأول درجات الشكر التحديث بالنعمة كأن تقول: هذا من فضل الله، وهذه نعمة الله، فإذا التفت القلب إلى مخلوق فإنه يكون قد أشرك هذا النوع من الشرك المنافي لكمال التوحيد.
هذا " باب قول الله تعالى {فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ}[البقرة: ٢٢][البقرة: ٢٢] "، وفيه بيان أن هناك ألفاظا فيها التنديد، والتنديد معناه: أن تجعل غير الله ندا له، فيكون التنديد في نسبة النعم إلى غير الله، ويكون في الحلف بغير الله، ويكون في قول: ما شاء الله وشاء فلان، وغير ذلك من الألفاظ.