للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

[التمهيد لشرح كتاب التوحيد]

يغيره، والواجب أن يغيره تعظيما لله - جل وعلا -، وأمانة النقل التي يدعون هي في مرتبة دون توحيد الله - جل وعلا - بكثير كثير، فالواجب تغيير. ذلك، وهذا من توحيد الله وتغيير اشتراك الخلق مع الله - جل وعلا - في حقه فيما يزعمه بعض الخلق.

" في الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن أخنع اسم عند الله رجل تسمى ملك الأملاك» : " أخنع " يعني: أوضع، وأحقر، وأبعد الأسماء عند الله، رجل تسمى ملك الأملاك.

قوله: «لا مالك إلا الله» وهذا من أساليب الحصر، يعني: أن الملك إنما هو لله وحده، وهناك فرق بين مالك وملك، فمالك: اسم فاعل من الملك، يقال: ملك الشيء، يعني: اقتناه وصار مختصا به من الملك، وهذا راجع إلى التصرف بالأعيان.

وأما الملك - بالضم - فالاسم منه الملك، وهو: الذي ينفذ أمره ونهيه. فالملك راجع إلى الأعيان، والملك راجع إلى المعاني، هذا في قول عدد من محققي أهل اللغة.

" قال سفيان: مثل شاهان شاه، وفي رواية: «أغيظ رجل على الله يوم القيامة وأخبثه» وسبب كونه أغيظ رجل وأخبث رجل أنه جعل نفسه مماثلا لله - جل وعلا - في الحق بهذه التسمية.

هذا الباب فيه الإرشاد إلى الأدب الذي يجب أن يصدر من قلب الموحد ومن لسانه، فإن الموحد متأدب مع الله- جل جلاله-، ومتأدب مع أسمائه، وصفاته، ومع دينه، فلا يهزل- مثلا- بشيء فيه ذكر الله، ولا يلقي الكلمة عن الله- جل وعلا- دون أن يتدبر ما فيها، وكذلك لا يسمي أحدا بأسماء

<<  <   >  >>