للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

[التمهيد لشرح كتاب التوحيد]

قوله: {فَلَمَّا آتَاهُمَا صَالِحًا} [الأعراف: ١٩٠] الضمير هنا يرجع إلى آدم وحواء، والذي عليه عامة السلف أن القصة في آدم وحواء حتى قال الشارح الشيخ سليمان بن عبد الله -رحمه الله-: إن نسبة ذلك إلى غير آدم وحواء هو من التفاسير المبتدعة. وسياق الآية لا يقتضي غير ذلك إلا بأوجه من التكلف؛ ولهذا اعتمد الإمام الشيخ محمد بن عبد الوهاب -رحمه الله- التفسير الذي عليه عامة السلف، ففسر هذه الآية بأن المراد بها آدم وحواء، فقوله: {فَلَمَّا آتَاهُمَا} [الأعراف: ١٩٠] يعني: آتى الله آدم وحواء صالحا. وقوله: {صَالِحًا} [الأعراف: ١٩٠] يعني: من جهة الخلقة؛ لأنه كان يأتيهما ولد فيموت، أو يكون معيبا فيموت، فالله -جل وعلا- رزقهما هذا الولد الصالح السليم في خلقته، المعافى في بنيته، وكذلك هو صالح لهما من جهة نفعهما.

{جَعَلَا} [الأعراف: ١٩٠] يعني: آدم وحواء {لَهُ} [الأعراف: ١٩٠] يعني: لله- جل وعلا- {شُرَكَاءَ فِيمَا آتَاهُمَا} [الأعراف: ١٩٠] وكلمة شركاء جمع الشريك، والشريك في اللغة هو المقصود بهذه الآية، ومعنى الشركة في اللغة: اشتراك اثنين في شيء، فجعلا لله -جل وعلا- شركاء فيما آتاهما، حيث سميا ذلك الولد عبد الحارث. والحارث هو إبليس، وهو الذي قال: إن لم تسمياه عبد الحارث لأفعلن ولأفعلن، ولأجعلن له قرني أيل -وهو ذكر الوعل- وفي هذا تهديد بأن يشق بطن الأم، فتموت ويموت أيضا الولد.

فلما رأت حواء ذلك، وأنها قد مات لها عدة بطون، أطاعت الشيطان في ذلك، فصارت الشركة شركة في الطاعة، وآدم وحواء عليهما السلام قد

<<  <   >  >>