ومن الأسماء ما لا يكون حسنا إلا بقيد مثل: الصانع، والمتكلم، والمريد، والفعال أو الفاعل، ونحو ذلك، فهذه الأسماء لا تكون كمالا إلا بقيد، وهو أن يكون متكلما بما شاء إذا شاء بما تقتضيه الحكمة وتمام العدل، فهذا يكون محمودا؛ ولهذا ليس من أسماء الله المتكلم، وكذلك الصانع قد يصنع خيرا، وقد يصنع غير ذلك، والله- جل وعلا- ليس من أسمائه الحسنى الصانع؛ لاشتماله على هذا وهذا، فإذا أطلق من جهة الخبر فيعنى به ما يقيد بالمعنى الذي فيه كمال، وكذلك فاعل أو فعال فإن الفعال قد يفعل أشياء لا توافق الحكمة، وقد يفعل أشياء لا يريدها بل مجبر عليها، والكمال أن يفعل ما يريد ولا يكون مجبرا لكمال عزته وقهره؛ ولهذا قال الله- جل وعلا- عن نفسه:{فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ}[البروج: ١٦][البروج: ١٦]- لأن تقييد كونه فعالا بما يريد، يدل على الكمال في أشياء كثيرة، وهي معروفة في مباحث الأسماء والصفات.
وأسماء الله الحسنى تنقسم باعتبارات من جهة المعنى، قال طائفة من أهل العلم: إن منها أسماء الجمال، وأسماء الجمال لله- جل جلاله- هي الأسماء المشتملة على حسن في الذات، أو حسن في المعنى وبر بالعباد والمخلوقين، فيكون من أسماء الجمال صفات الذات، واسم الله الجميل، ويكون من أسماء الجمال: البر، والرحيم، والودود، والمحسن، وما أشبه ذلك. ومن أسماء الله ما هو من الجلال فيقال: هذه أسماء الجلال، وأسماء الجلال لله هي التي فيها ما يدل العباد على جلال الله، وعظمته وعزته- جل وعلا- وجلاله حتى يجل، من مثل: القهار، والجبار، والقدير، والعزيز،