ونحو ذلك، فهذه أسماء الجلال، وهناك أسماء في تقسيمات مختلفة، تطلب من كلام ابن القيم - رحمه الله- أو من كلام الشراح، فإن المقصود هو أن العبد المؤمن الموحد ينبغي أن يتعرف إلى الله- جل وعلا- بأسمائه وصفاته، ولا تتم حقيقة التوحيد في قلب العبد حتى يعلم أسماء الله- جل وعلا- ويعلم صفات الله- جل وعلا- فإن العلم بها تتم به حقيقة التوحيد.
والعلم بها على مراتب، منها: أن يعلمها إثباتا، يعني: أن يثبت ما أثبت الله لنفسه، وما أثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم، فيؤمن أن هذا الاسم من أسماء الله، وأن هذه الصفة من صفات الله جل وعلا.
والثاني: أن يسأل الله- جل وعلا- بأسمائه وصفاته بما يوافق مطلوبه؛ لأن الأسماء والصفات نتعبد لله- جل وعلا- بها، بأن ندعوه بها كما جاء في هذه الآية، وسيأتي بيان ذلك إن شاء الله.
والثالث من الإيمان بالأسماء والصفات: أن ينظر إلى آثار أسماء الله وصفاته في الملكوت، فإذا نظر إلى آثار الأسماء والصفات في الملكوت وتأمل ذلك علم أن كل شيء ما خلا الله باطل، وأن الحقيقة أن الحق الثابت اللازم هو الله- جل وعلا- وأما ما سوى الله فهو باطل، وزائل، وآيل إلى الهلاك {كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ}[القصص: ٨٨][القصص: ٨٨] .
قوله:{وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى}[الأعراف: ١٨٠] اللام في قوله {وَلِلَّهِ}[الأعراف: ١٨٠] هي لام الاستحقاق، يعني: الأسماء الحسنى البالغة في الحسن نهايته مستحقة لله- جل وعلا- والله مستحق ذلك.